النصيري... حلق في السماء مكذبا من راهنوا على نهاية مشواره

الكاتب : الجريدة24

13 ديسمبر 2022 - 09:45
الخط :

 

 

فاس: رضا حمد الله

كثيرون راهنوا على نهاية وشيكة لمسار المهاجم يوسف النصيري ابن مدينة فاس، بعد تراجع مستواه بعد إصابته. ومنهم من طالب بإبعاده عن المنتخب الوطني، وعاتب الناخب الوطني وليد الركراكي، بشدة على استدعائه لمرافقة باقي العناصر إلى نهائيات كأس العالم بقطر.

وأدى هذا اللاعب من راحته ونفسيته ثمن التنمر به ومهاجمته في وسائل التواصل الاجتماعي بطرق لم تراعي حدود اللباقة ولا حالته وحاجته للدعم النفسي وإعطائه فرصة كاملة للعودة واسترجاع مستواه، باستثناء الناخب وليد الركراكي، الذي تشبث به رغم كل العتاب واللوم.

آمن الناخب الوطني بقدرات هذا اللاعب خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، وعض على اسمه بالنواجد دون أن يفرط فيه أو ينساق مع ضغط الشارع الرياضي، لأنه وحده ربما الذي آمن باستطاعته التألق من جديد وتقديم الإضافة للمنتخب رغم العثرات التي رافقته في الفترة الأخيرة.

ذكاء الناخب وتمسكه بالنصيري، وتفاني اللاعب في التداريب، مكنته من رسم خارطة طريق العودة بعد فترة فراغ قد يمر منها أي لاعب، ليظهر بمستوى رائع في نهائيات المونديال، بعدما عاد لمعانقة الشباك بطريقة حركت مشاعر والده الذي بكى بحرقة وهو يشاهده يسجل هدفا.

ولم يكتفي يوسف بهدف، بل أضاف الثاني وبطريقة أروع أمام منتخب البرتغال أحد عمالقة كرة القدم العالمية، بقفزة تاريخية قفزت بالمنتخب إلى مصاف المنتخبات العالمية وحلقت به إلى نصف نهائي كأس عالمية لا أحد حلم بوصول أدوار متقدمة فيها، ولو من أشد المتفائلين بقدراتنا.

تجاوز يوسف المحنة وعاد ليتربع على قلوب عشاق كرة القدم المغربية الذين هتفوا باسمه وبأسماء غيره من اللاعبين الذين أبلوا البلاء الحسن، ولعل في طريقة احتفاله الهستيرية دليل يكشف حجم ما عاناه نتيجة التنمر الافتراضي الذي يطمح الجميع ألا يتواصل مع زميله وليد شديرة.

الحملة نفسها التي عانى منها النصيري، يعيشها شديرة اللاعب الشاب الواعد، بعد تضييقه فرص سانحة للتسجيل أمام إسبانيا والبرتغال في الدقائق التي أقحمه فيها الناخب الوليد بديلا، وطرده في آخر مباراة بعد مدة قصيرة من دخوله بسبب تلقيه إنذارين، فيما تتعالى أصوات الداعين للرفق لحاله.

آخر الأخبار