رسالة المنتخب المغربي للغرب: " مبادؤنا ...ومبادئكم"

أمينة المستاري
لا حديث في وسائل الإعلام الدولية سوى عن المنتخب المغربي وإنجازاته، فقد استطاع وليد الركراكي أن يجعل من الفريق لحمة واحدة، وغابت عن اللاعبين الأنانية ومبدأ "الفردية" وحول الفريق إلى أسرة واحدة، عكست تقاليد المغاربة والمبادئ التي تربوا عليها وأهمها مفهوم "الأسرة"التي عمادها "الأم"، ورضاة الوالدين التي اعتبرها البعض "قوة خفية" التي ترافق المنتخب في كل مباراة.
صور اللاعبين وهم يهرعون بمجرد فوزهم إلى أمهاتهم وآبائهم لنيل الرضى، وتقبيل أيديهم أثار في عيون من حاولوا فرض نموذج شاذ بإشارات وتكميم الأفواه، الرعب والخيبة، ووقفت تقاليد الأسرة التي لا يمكن أن تقام إلا بتواجد الأب والأم أمام محاولات تغيير الطبيعة البشرية وخلق نظام أسري فاشل.
بوفال وهو يهرع إلى والدته يقاسمها الفرحة أمام الآلاف من المشجعين داخل الملعب، وحكيمي الذي يقفز من أجل أن ينعم بقبلة الرضا من والدته ويسلمها قميصه، والناصري وهو يقبل رأس والده، والركراكي وهو يصعد المدرجات لأخذ الرضا، وبونو وهو يلعب رفقة ابنه....صور تداولتها الصحف العالمية في إعجاب بتشبث اللاعبين بأسرهم وأمهاتهم يهرعون إليهن كأطفال صغار يرتمون في أحضانهن... هي صور لقلما عرفها الغرب لكن المغاربة من خلال منتخبهم تمكنوا من أن يقدموا صورة مثالية للأسرة التقليدية التي لا مجال فيها لمفهوم "دار العجزة" أو " الجحود" وعقوق الوالدين.
الغرب بقي مشدوها للمبادئ التي تحلى بها الفريق المغربي، وبقي حائرا في مجموعة من المصطلحات التي لا تغيب عن شفاه "الركراكي ووليداتو" من قبيل "رضاة الوالدين، النية، إن شاء الله..." لا يكاد يفقه معناها، رغم أن غالبية اللاعبين ولدوا وترعرعوا في دول أجنبية لكن تشبثهم بأصولهم ومعتقداتهم وأسرهم جعلت منهم أسودا ورجالا...وشوهد مجموعة منهم وهم يتلون القرآن قبل كل رمية ويصلون بعد كل هدف أو فوز...يحلمون بالمزيد في كل مرة.
مونديال 2022 خلق المعجزات، وشوهدت إمبراطوريات كروية تنهار، وعمالقة الكرة يبكون، وظهر الأسود وهم يزأرون، في كل مباراة يقاومون، ويرفعون الأعلام الوطنية والفلسطينية امتنانا منهم لوطن احتضنهم، وجمهور شجعهم وقطع مسافات لمؤازرتهم، ويعول عليهم في تحقيق الانتصار على فرنسا في مباراة اليوم، انتصار اعتبره مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رد على "تبخيس" واحتقار الغرب للمنتخب المغربي الذي شرف العرب وإفريقيا بوصوله إلى هذه المرحلة، غير قادر على استيعاب التغير الجديد في كرة القدم بسقوط المنتخبات الكلاسيكية وصعود منتخبات أخرى