"إلباييس": إسبانيا تقطف ثمار الشراكة الأمنية مع المغرب

هشام رماح
المغرب لا يتخلى عن شركائه مثل إسبانيا، فكما طوى البلدان صفحة الخلاف بينهما واسسا لمرحلة تعاون استراتيجي وأمني جديدة، شرعت الجارة الشمالية تقطف ثمار ذلك، وفق ما أعلنته صحيفة "إلباييس" الإسبانية، وهي تثني على المجهودات المغربية المبذولة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية ووقف نزيف "قوارب الموت" التي كانت تتقاطر على جزر الكناري، التابعة للتاج الإسباني.
"إلباييس"وفي جردها لحصيلة "الحراكة" الذين توافدوا على جزر الكناري، خلال العام الجاري، أفادت، اليوم الخميس، بأن التنسيق الأمني بين السلطات المغربية والإسبانية أتى أكله، فقد انخفض بشكل كبير عدد قوارب المهاجرين غير الشرعيين، التي كانت تمخر عباب البحر نحو جزر الخالدات، مشيرة على أن تشديد المراقبة على الحدود البحرية من طرف كل من الرباط ومدريد، أسفر عن انخفاض ملحوظ في معدلات الهجرة غير النظامية مقارنة مع السنوات الفارطة.
وأثنت الصحيفة الإسبانية، على ما وصفته بالدور الأمني الكبير الذي يقوم به المغرب في المناطق الحدودية، لحماية إسبانيا من المهاجرين غير الشرعيين، وهو الأمر الذي تبدى جليا، منذ دفق كأس الخلاف الذي امتلأ بين البلدين الجارين، وتسبب فيه النظام العسكري الجزائري، منذ واقعة استقبال زعيم انفصاليي "بوليساريو" للاستشفاء من "كورونا" بعدما حل بإسبانيا على متن طائرة رئاسية تابعة للـ"كابرانات".
وكان المغرب وإسبانيا مرا بفترة برود إلى حين عودة إسبانيا إلى جادة الصواب، واتخاذ "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة الإسبانية موقفا واضحا من القضية الأولى للمغاربة، وإعلانه دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي، الذي تقدمت به المملكة المغربية في 2007، بعدما حظي باستقبال ملكي من لدن الملك محمد السادس، شهر مارس من العام الجاري.
ووفق "إلباييس" فإن السلطات المغربية أبدت تعاونا وثيقا مع نظيرتها الإسبانية، لوقف أمواج المهاجرين غير النظاميين، وقد فرضت مراقبة صارمة على السواحل المغربية، منعا لتقاطر الوافدين منهم على إسبانيا، في الوقت الذي تعاني السلطات الإسبانية من التخاذل السافر الذي تبديه سلطات الجارة الشرقية، في كبح جماح "الحراكة" الذين ينطلقون من سواحلها، في محاولة منها الضغط على إسبانيا التي اختارت صف المغرب كشريك موثوق وفعال.