لماذا صمت القومجيون عن الكلام حينما طبع "الفحل" التركي مع إسرائيل؟

الكاتب : الجريدة24

28 ديسمبر 2022 - 10:20
الخط :

هشام رماح

تسلم رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، أوراق اعتماد السفيرة الإسرائيلية "إيريت ليليان"، اليوم الثلاثاء، فأطبق الصمت وساد الوجوم بين القومجيين من تجار القضية الفلسطينية، الذين ظلوا يطبلون لسنوات لتركيا وممانعتها للتطبيع.

الآن، طبعت تركيا مع إسرائيل، علنا ونهارا جهارا، وهذا ما اصبح واقعا ملموسا، لكن لم يسمع صوت تأوه أو أنين لأحد ممن ظلوا يسبحون في فلك الأتراك و"يسبّحون" باسم رجب طيب أردوغان، وقد نصبوه قائدا إسلاميا، وقالوا إنه لم ولن ينسج أي علاقة مع إسرائيل، إلى أبد الدهر.

والحق يقال أن خطوة، الرئيس التركي، ألجمت ألسنة الجميع من المحيط إلى الخليج، إلا من رحمهم الله ممن شردوا منذ سنين عن قطيع القومجيين، الذين رددوا خلال هذه السنين، أسطوانات يبدو أن "رجب طيب أردوغان"، قد رمى بها إلى مزبلة التاريخ.

لقد طبعت تركيا البلد الإسلامي، الذي يسعى لتحرير القدس من قبضة إسرائيل، لكن المولولين في وادي الممانعة السحيق، ممن نازعوا المغرب حقه في إحياء علاقاته مع إسرائيل، صمتوا هذه المرة، وصرفوا النظر بالمرة عن الكلام واجترار الترهات.

لقد صمتت جماعة "العدل والإحسان" التي ناصرت رجب طيب أردوغان، ووضعته في منزلة غير منزلة البشر، وهي التي كان قادتها يسوقونه مثالا في كل حديث لهم حول الممانعة وإعلان العداء لإسرائيل، فانبرى قادة الجماعة الإسلاموية إلى الوراء وآثروا الانزواء في الركن، ظنا منهم أن ذلك سيغنيهم عن انكشاف حربائيتهم.

أيضا، صمت خالد السفياني، ومن معه من غثاء السيل، الذين جعلوا من الرجل قدوتهم، في كل مناسبة حول إحياء علاقات بلدهم المغرب لعلاقاته مع إسرائيل، وقد قالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر، فهل يستطيعون الآن النبس ببنت شفة، وهم يرون "رجلهم" يطبع مع إسرائيل؟

حتما، لن يستطيع هؤلاء الكلام، كما لن يستطيع ذلك تجار القضية الفلسطينية، الذين يتزودون من النظام العسكري الجزائري، بالمال ليرددوا ما يلقنهم إياهم الـ"كابرانات"، الذين استأنسوا للعب على حبل "التطبيع" لقضاء مآرب، لا تخفى على الشاردين من قطيع القومجيين.

هل يستطيع النظام الجزائري الآن، أن يجادل تركيا الدولة الإسلامية، وقائدها المبجل رجب طيب أردوغان"، في قرار التطبيع الذي رآه صائبا لصالح بلاده، والتي لا يماري أحد أنها والمملكة المغربية ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية والبحرين، تسعى لأن يعيش الفلسطينيون في هناء وسلام مع إسرائيل حقنا للدماء التي يتاجر بها مرضى القومية العوجاء؟

الأكيد، أن النظام العسكري الجزائري، يتأوه الآن، وهو يرى بأم يعينه كيف ذهب به "رجب طيب أردوغان" توا نحو الحائط، الذي اصطدم به حتى ظهرت له الحقيقة في دقيقة، فهل تنفع ترهاته الآن، أم أن العساكر في جارة السوء، سيحفظون لتركيا حقها في فعل ما تراه مناسبا لها.

ثم هل تستطيع دولة الشر إيران ووليدها "حزب الله" اللبناني، وجبهة "حماس"، الفلسطينية، أن تخالف ما يراه الرئيس التركي في قراره بالتعامل مع إسرائيل عن قرب، بعد فتور وبرود دام  بينهما لأزيد من عقد من الزمن،

الجميع ممن سلف ذكرهم، صمتوا وأطبقوا أفواههم المشرعة، لكنهم حتما سينتحلون لهذا "الفحل" التركي كل الأعذار، ويجمعونها عند أقدام "أرطغرل" هذا الزمان، ليسوغوا له ما يفيد بأنه طبع مع إسرائيل حتى يحرر فلسطين؟

آخر الأخبار