من يستهدف المنتخب المغربي بالإشاعات والأقاويل ؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

28 ديسمبر 2022 - 10:40
الخط :

هل كانت هناك جهات منظمة تقف وراء استهداف نجم المنتخب المغربي، ولاعب تولوز الفرنسي، زكريا أبو خلال؟،

وهل عملية الاستهداف كانت مدروسة بأهداف معينة؟ وهل كان يراد من هذا الاستهداف زكريا أبو خلال في شخصه أم ان الأمر له علاقة بالصورة التي يظهر بها نجوم المنتخب المغربي، وتثيبهم بقيم المغاربة وقيم الدين الاستلامي والتقاليد المغربيظن سيما أن جل عناصر المنتخب من أبناء الجالية المغربية بالخارج؟

أمن أن للأمر علاقة بالتشويش على أداء المنتخب المغربي والتضييق على بعضهم والتأثير عليهم نفسيا في الوقت الذي أبدوا انسجاما كبيرا فيما بينهم، ويحلمون بتحقيق الألقاب بهذه التوليفة بيادة وليد الركراكي لاسينمافي كأس افريقيا في كأس العالم المقبل.

وفي الوقت الذي يرى عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن عناصر المنتخب المغربي، ولاسيما خلال وبعد مونديال قطر، استهدف بشكل مبيت، لاسيما بعدما تم تداول صور عناصر من المنتخب المغربي وهو يتمثلون عددا من القيم المغربية والاسلامية خلال أطوار كأس العالم بقطر.

محمد شقير، المحلل والباحث السياسي، اعتبر أنه بغض النظر عن الخلفيات التي دفعت البعض إلى استهداف عناصر المنتخب المغربي، إلا أن ظاهرة تمثل عناصر المنتخب المغربي لعدد من قيم المجتمع المغربي خلال المونديال، جاءت في سياق دولي معين، إذ أن بطولة كأس العالم لكرة القدم، وفق شقير، لم تكن منافسة كروية فقط، بل تميزت بصدام الثقافات.

ولفت شقير، في تصريح "للجريدة24" إلى أن طبعه مجموعة من الكليشيهات والملاحظات، إذ أن هناك من رأى من رقصات حكيمي نوع من الرقص القردي وأن السجود المتكرر للاعبي المنتخب نوع من أشكال التطرف، وأن حركات اخرى قام بها حكيمي نوع من الاحتجاج، وأخرى تمر لحركات يقوم بها "داعش".. هذه الكليشيهات وأخرى كلها مسائل تحركت في هذا المونديال نتيجة صدام ثقافي طبع أطوار المونديال.

وأشار الباحث والمحلل السياسي إلى أن الشروط التي فرضتها الدولة المنظمة، قطر، بمنعها حمل شارات المثليين أو تداول الشروبات الكحولية في محيط الملاعب، ما جعل مونديال قطر استثناء عن باقي المونديالات الاخرى، التي كانت روتينية وعادية ولم تاخذ هذا البعد.

وأضاف أن "استهداف المنتخب المغربي، كأن بسبب أنه حقق مفاجأة بالمونديال فضلا عما أظهرته عناصر المنتخب المغرب يمن حركات وابماءات وممارسات خلال المونديال التي تحمل نفس حمولة البلد المنظم وهو ما حرك النظرة الاورو_غربية حول الحضارة العربية بشكل عام.

وتابع شقير أن استهداف ابو خلال او حكيمي او غيرهما أظهر أن الغرب والتابعين لهم لم يستطعوا أن يتخلصوا من العقلية التي تحمل خلفيات أيديولوجية، وأكدوا أن هذه الصورة باقية منطبعة في الفكر الغربي.

من جانبه اعتبر عبد الصمد حيكر، البرلماني، والمهتم بالسياسة الرياضية، أنه لا يمكن الجزم بوجود مؤامرة ومخطط ضد لاعب المنتخب الوطني أبو خلال كشخص، لأن الأمر يتطلب التوفرعلى أدلة، إلا أن المؤكد، حسب حيكر، أن صور أفراد المنتخب الوطني وهم يصلون أو يحتفلون مع أمهاتهم وزوجاتهم وأبنائهم، أو يقرؤون القرآن آو يرفعون الدعاء، ما كانت لتعجب بعض الجهات التي تعاني من عقدة من الهوية الإسلامية للأمة المغربية، فخرجت عن صمتها في أبشع صورة وهي تكيل اتهامات خطيرة بالتطرف لعموم أفراد المنتخب المغربي، وليس لبوخلال وحده، وذلك لسبب واحد هو تضايقها من تعبير أفراد المنتخب الوطني، لاعبين وغيرهم، وليس بوخلال وحده، وفي أكثر من مناسبة، على تشبثهم بهويته الإسلامية والمغربية وارتباطهم بكتاب الله وحرصهم على نيل رضا الوالدين واعتباره أول مفتاح لكل نجاح.
وأضاف عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن ظفر أفراد المنتخب الوطني بلقب منتخب الساجدين والمرضيين، دليل على حقيقة مفادها أن قيم الدين الإسلامي راسخة في نفوس المغاربة ولا يمكن اجتثاتها من قلوبهم، لا سيما منهم أولئك الذين يعيشون في المهجر والذين يعطون مسألة الهوية عناية خاصة ويولونها اهتماما زائدا لترسيخ الانتماء إلى الأمة المغربية بكل مقوماتها ومن أجل التصدي لمختلف التحديات الدينية والثقافية مع الحيلولة دون الذوبان في المجتمعات ببلدان الإقامة.

ويعتبر البرلماني حيكر أن سلوك أفراد المنتخب الوطني، والمتمثل في السجود عقب كل مباراة والدعاء في مختلف المناسبات والاحتفال مع الأمهات....قد برز بشكل واضح نظرا لكون المنتخب المغربي ظل المنتخب العربي المسلم الوحيد الذي قطع أشواطا متقدمة في المونديال بأداء خرافي، فاقترن نجاحه المبهر بهذه السلوكات المتفردة والمفتقدة لدى غيره من المنتخبات، ولعل من الأسباب التي ساهمت في بروزه هو الدور الكبير للناخب الوطني وليد الركراكي الذي اعتمد خطابا بسيطا وواضحا وصادقا يتمحور حول قيم الصدق والمعقول والجدية من خلال مفردات "ديرو النية" و "رضاة الوالدة" و "العائلة" وغيرها من المفردات التي نحتها وأثمرت ما أثمرته من نثمار طيبة.
وجدير بالذكر، يضيف حيكر، أن ما يزيد من تأكيد رسوخ الدين والتدين في نفوس المغاربة عموما، هو رد الفعل التلقائي والعارم الذي عبرت عنه مختلف فئات الشعب المغربي عن رفض استهداف اللاعب بوخلال إعلاميا بسبب ما أبان عنه –رفقة باقي أفراد المنتخب الوطني- من تشبث بالقيم الدينية والوطنية، سيما أنها اقترنت بالأداء البطولي والنجاح الكروي غير المسبوق، كما عبروا عن استهجانهم من سلوك الذين يحاولون استغلال كل فرصة سانحة للنيل من الدين ونبذ التدين ومحاولة تصويره أنه قرين للتطرف وأنه لا يمكن في نظرهم أن يقترن بأي نجاح؛ إلا أنهم لم يفعلوا سوى التشويش على الفرحة العارمة التي اجتاحت أمتنا المغربية والعربية والإسلامية ومعنا أفريقيا وعموم دول الجنوب...على إثر ملحمة الأسود في مونديال قطر.

 

آخر الأخبار