حينما ينثر رئيس الجزائر كل الكذب ليصفي حساباته مع المغرب

هشام رماح
في كل خرجة إعلامية لا ينفك عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، يثير دهشة الجميع من الكذب الذي يحمله في جعبته، وما نثره على من أراجيف على صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، يسقط فك المرء من فداحة ما نطق به من ادعاءات واهية.
وبينما حضرت المملكة المغربية بقوة، ضمن محاور الحوار الذي أجرته "لوفيغارو" مع الرئيس الطامع في البقاء طويلا في قصر "المرادية"، فإنه حاول تجميل وجهه البشع، وقد تحرى الكذب ولا شيء غير الكذب، لعله يقضي أمرا بذلك.
الرئيس الجزائري والنعامة
ومثل النعامة طمر عبد المجيد تبون، رأسه في الرمل، متهربا من السؤال المحرج حول موقف النظام العسكري الجزائري، الذي تلاحقه تهم مساندة روسيا في اجتياحها لأوكرانيا، لكون الجزائر أهم شريك عسكري لموسكو، التي توظف الأموال التي تجنيها من بيع السلاح للجارة الشرقية في تمويل هذه الحرب الغاشمة.
الرئيس الجزائري، وبدل أن يوضح موقف بلاده، الذي أثار موجة من الاستنكار في مجلس الشيوخ ألأمريكي، ومطالبات بتوقيع عقوبات على بلاده، بسبب استمرارها في تمويل الحرب على أوكرانيا، حاول تعويم السمكة، بالقول إن "الجزائر لا تؤيد ولا تدين ما يحدث في أوكرانيا".
ضبابية ما عبر عن الرئيس المنزل فوق رؤوس الجزائريين، رافقتها إشارة إلى المملكة المغربية، التي تجثم على صدره وصدور الـ"كابرانات" الذين يوظفونه لصالحهم في قصر "المرادية"، وهو يساوي بين ما يحدث في أوكرانيا، وبين الصحراء المغربية، وهو إسقاط لا يستقيم إلا في عقول المرضى أمثاله.
ولم يستطع الرئيس الجزائري أن يخرج إلى دائرة الضوء، وهو يطلق الكلام على عواهنه، ليساوي بين قضية الصحراء المغربية العادلة، والتي تغدق فيها الجزائر أموالها على انفصاليي "بوليساريو" بحثا عن منفذ على المحيط الأطلسي، وبين الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تبدى ظاهرا أنه ينام على المغرب ويستفيق به.
كذبة أبريل في عز دجنبر
وكعادته عرج عبد المجيد تبون، على العلاقات المغربية الجزائرية، متهما زورا المملكة التي مدت يدها ولا تزال تمدها للمصالحة بين البلدين، بإذكاء الخلاف البيني، ونسي أنه يحادث الفرنسيين الذين يعرفون جيدا من أي طينة يتشكل هو ومن يقفون وراءه من العساكر، لكن سماجته دفعته لينطق كذبة أبريل في عز دجنبر.
ولا يلزم المرء الكثير ليستشعر كذب عبد المجيد تبون، وادعاءاته على المغرب، كمحفز للخلاف، فليس المغرب من قطع العلاقات من جانب أحادي، وليس المغرب من اتهم جاره الذي أبدى استعداده للمساعدة في إطفاء حرائق القبايل، هو من اتهم جاره بإضرامها، وليس المغرب من لعب كل الأوراق ليضيق على جيرانه، مثلما حدث حينما أوقف النظام العسكري المارق العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوربي"، فانقلب عليه السحر مثل أي ساحر، من حيث ما أتى.
ولأنه ليس للكذب حدود، فإن الرئيس الجزائري، لم يخجل البتة، وهو يزيد في بهتانه، بالقول إن 80 ألف مغربي يعيشون في الجزائر، والحال أن الأرقام الصادرة عن منظمة الهجرة تتحدث عن رقم ضئيل بالمقارنة لا يتجاوز الألف مغربي وهو رقم مضاعف بعشرات المرات فيما يتعلق بالجزائريين المقيمين بين ظهراني إخوانهم المغاربة فوق تراب المملكة الشريفة.
كذبة تشجيع "اسود الأطلس"
العالم كله فرح للمغرب، ولأسوده التي زأرت عاليا في قطر، والعالم أجمع أصبح يعلم مع من حشر الله المغاربة في الجوار، بعدما تجاهلت قنوات الصرف الصحي الجزائرية، إنجازات أبناء وليد الركراكي، حتى أن الجميع تندر بمعالجة هذه القنوات للانتصارات التي حققها المغاربة، والتي جعلت خدام العسكر ينسبون الانتصارات للمجهول، بينما تتم تسمية المنهزمين بأقدام المنتخب الوطني المغربي.
ورغم علم العالم بما حدث، لم يتوان عبد المجيد تبون، المغبون بما حققه المغاربة، عن الكذب، حينما أحرجه صحفي "لوفيغارو" بالسؤال حول إن كان صفق للمنتخب المغربي، بسبب ما حققه في المشوار المونديالي، فماذا كان جواب الرئيس الذي جاء على ظهر دبابة ليحكم الجزائر؟
لقد كذب بالقول إنه صفق لإنجاز "أسود الأطلس" في مونديال قطر 2022، وزاد في كذبه، بلا حياء، كما يلي "طبعا المنتخب المغربي شرف الكرة العربية وخاصة الكرة المغاربية، صفقنا لهم كما صفقوا لنا لما توجنا بكأس افريقيا سنة 2019".
فعلا الرجل كذاب مثل "بينوكيو"، و"اللي اختشوا ماتوا" كما يقول إخواننا المصريون.