"مغرب أنتليجنس": مستشارو الرئيس الفرنسي هم من أعدوا حوار عبد المجيد تبون مع "لوفيغارو"

هشام رماح
خلافا لما قد يتبادر إلى أذهان بعض من لا يفقهون كثيرا في نعرات النظام العسكري الجزائري، فإن خرجة عبد المجيد تبون، الرئيس الذي نصبه الـ"كابرانات" عنوة، على صفحات "لوفيغارو" الفرنسية لم تكن عفوية، بل إنها نتاج عمل تواصلي انعقد بين العاصمة الجزائر والعاصمة الوصية عليها باريس.
هذا الأمر أكدته نشرة "مغرب أنتليجنس" المغاربية، مشيرة إلى أن الحوار الذي نشر على "لوفيغارو"، لم يكن لينشر، على الصحيفة الفرنسية، لولا أنه حظي بموافقة وتأشيرة من لدن مستشاري القصر الرئاسي ووزارة الخارجية في العاصمة الفرنسية، بعدما توافق مضمونه مع خطة تواصلية مبرمة بين الجزائر وفرنسا في هذا الصدد.
وضدا على ما حاول إظهاره من خلال الكلام، فإن الرئيس الجزائري كان مسلوب الحرية ولم تكن باستطاعته قول ما يشاء على صحيفة "لوفيغارو"، بل جرى تلقينه ما يلزم قوله، وبعد كل ذلك خضع نص الحوار للمراجعة والتدقيق، حتى لا تنفلت أي شائبة، ويضمن الفرنسيون أن عبد المجيد تبون تحت السيطرة مثلما كان دائما.
ووفق النشرة المغاربية، فإن الحوار كان محضرا من قبل، وقد تمت قراءته وتمحيصه، قبل النشر، من لدن مستشاري قصر الـ"إيليزي" و الـ"كي دورساي"، والذين أدخلوا تعديلات وألحقوا إضافات معينة على أجوبة الرئيس الجزائري، حتى تتلاءم مع ما هو مبرم بين فرنسا والجزائر، وذلك بغاية تجميل وجهه وتمرير رسائل معينة.
وحسب "مغرب أنتليجنس" فإن المسؤولين الفرنسيين تدخلوا في الحوار حتى لا يخرج عن سياق الأجندة المتفق عليها بشكل لا ينفرط معه الود بين فرنسا ومستعمرتها المقنعة، كما أن الغاية من الحوار كان التمهيد للزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري إلى العاصمة الفرنسية باريس، مستهل العام المقبل 2023، في خضم غضب عارم على موقف الجزائر من الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وأورد نفس المصدر بأن الحوار كان رسالة واضحة تحاول من خلالها فرنسا التخفيف من حدة الانتقادات الأمريكية التي تواجه النظام العسكري الجزائري، بسبب التعامل الدائم مع روسيا، التي تشن حربا هوجاء ضد أوكرانيا، بما يجعل نظام الـ"كابرانات" متورطا حتى الأذنين في إراقة دماء الأبرياء، بسبب الأموال التي يضخونها في خزائن الروس طلبا للتسلح.
وتروم فرنسا إعطاء صورة مغايرة للرئيس الجزائري، كونه يلزم الحياد إزاء ما يقع في أوكرانيا، درءا لأي غضب أمريكي أو أوربي من "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي، حين استقباله لعبد المجيد تبون في باريس، في العام الجديد، إذ تم تحضير الأسئلة مسبقا بينما الإجابات جرت مراجعتها بشكل دقيق، حتى تظل الأمور وفق ما رسمه الفرنسيون لنظام الـ"كابرانات".