بين النظام العسكري الجزائري والـ"ماما فرنسا" ما يثير العجب

الكاتب : الجريدة24

13 يناير 2023 - 10:40
الخط :

هشام رماح

بين النظام العسكري الجزائري والـ"ماما فرنسا" ما يثير العجب ، فكلما حاول الأول مداهنة مستعمرته لمدة 132 سنة عادت الأخيرة لتنكل به من جديد، كلما رمى بورقة الذاكرة على طاولة اللعب.

ويبدو "إيمانويل ماكرون" يتفنن في اللعب مع نظام الـ"كابرانات"، ويدري جيدا، كيف يتعامل معه وهو ما دفعه ليصدح عاليا عبر صفحات "Le Point"، مساء أول أمس الأربعاء، أنه ليس مضطرا إلى طلب "الصفح" من الجزائريين عن استعمار فرنسا لبلدهم.

وجاء تصريح الرئيس الفرنسي صارخا، خاصة وأنه تخلل مقابلة مطولة أجراها معه "كامل داوود"، الكاتب الجزائري، ونشرتها أسبوعية "لوبوان" (Le Point) الفرنسية، فقد أفرد لنفسه كل الأعذار لعدم الاعتذار عن 132 سنة من الاستعمار.

الرئيس الفرنسي قال إن "أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن نقول: نحن نعتذر وكل منا يذهب في سبيله"، لكنه في المقابل عبر عن أمله في استقبال عبد المجيد تبّون، الرئيس الجزائري، في باريس هذا العام لمواصلة العمل معه على ملف الذاكرة والصداقة بين البلدين.

والحق يقال، فإن إيمانويل ماكرون، وفي تعامله مع النظام الجزائري لا يلقي الكلام عبثا، فكلما تحدث عن التاريخ "الرسمي" للجزائر التي سقطت تحت الاستعمار العثماني لقرون وانتشلتها فرنسا منهم لتسقطه تحت استعمارها لما يزد عن أربعة أجيال، يرغب جيدا في إسماع ما يقوله للمعنيين في الجارة الشرقية.

وكانت صحيفة "لوموند"، نشرت مقالا في 4 أكتوبر 2021، أشارت من خلاله أن تصريحات إيمانويل ماكرون، بخصوص الذاكرة الجماعية للجزائريين، لم تكن مجرد فلتة أو زلة لسان بل كانت منتقاة بعناية مع توفر النية لدى قائلها على إسماعها للجزائريين.

وكان إيمانويل ماكرون، شكك علانية بوجود "أمة جزائرية"، محيلا على أنه ضاق ذرعا بلعب النظام الجزائري دور الضحية فيما يرتبط بموضوع "مصالحة الذاكرة" بين فرنسا المستعمِرة ومستعمرتها الجزائر.

التصريحات التي سبق وصدرت عن الرئيس الفرنسي، كانت دافعا للنظام الجزائري لمحاول شد الحبل مع الـ"إيليزي"، عبر اتخاذ قرارات طمعوا من خلالها في حفظ ماء الوجه، لكن سرعان ما ركن الـ"كابرانات" إلى الجنب، وقد ساءهم كثيرا أن يخاصموا فرنسا ليتراجعوا عن ذلك عند أول غمزة.

لكن وبعد الود الذي هلل له النظام العسكري الجزائري، عاد الرئيس الفرنسي ليضع الأمور في نصابها، ويحد من آمال الـ"كابرانات" في مجاراة مستعمرهم، وقد قال بعظمة لسانه، إنه لن يطلب الصفح عن سنوات الاستعمار، رغم اعترافه بما اقترفه الفرنسيون من فظائع في بني جلدتهم على مدى عقود طويلة.

فعلا بين فرنسا ومستعمرتها ما يثير العجب.

آخر الأخبار