على قطر أن توضح للمغرب أي عقيدة تعتنق وإلى أي صف تصطف

الكاتب : الجريدة24

16 يناير 2023 - 09:00
الخط :

هشام رماح

لطالما كان المغرب واضحا مع الأشقاء، ولذلك فمطلبه الأوحد أن يتحرى أشقاؤه بدورهم الوضوح، ثم ليبتعدوا بأنفسهم ما أمكن عن المناطق الرمادية حتى يستبين الرد المناسب.. إنه مطلب بسيط لكنه ملح في قوام العلاقات الثنائية والجماعية ككل، وطوبى لمن يفقهون هذا الأمر ويلتزمون به.

مدعاة ما سلف تنحاز إلى الضبابية التي تعم مواقف دولة قطر تجاه المملكة المغربية، التي تفرد يدها ممدودة لشقيقتها دوما وبلا تردد، والأنكى أن قطر تتلاعب مع المغرب بشأن قضيته الأولى التي ليست غير الصحراء المغربية، القضية التي لا يقبل المساومة فيها بتاتا.

وترتع دولة قطر، في منطقة تجعل المغرب حائرا لا يجد تفسيرا للازدواجية التي يتعامل بها هذا البلد الشقيق، فهو يمد في العلن يدا بالورود، لكنه يخفي في السر اليد الأخرى وهي تمسك خنجرا مسموما، في انتظار غرزه في ظهر المغرب، متى برقت فرصة لذلك.

في مونديال قطر 2022" تنفس المغاربة الصعداء، وهم يرون حكام البلدي الأميري يناصرون "أسود الأطلس" وهم ينازلون غيرهم من المنتخبات على الرقعة المعشوشبة، لكن سرعان ما انطفأت جذوة المشاعر الجياشة، بعدما انفض الجمع المونديالي، لتطلق قطر من جديد موقعها "ميدل إيست آي" ومديره عزمي بشارة، على المملكة.

وأضحى "ميدل إيست آي" الموقع القطري الذي يديره الفلسطيني عزمي بشارة منصة تطلق سهام الغدر تجاه المغرب، وتوغر صدور العالمين ضده، فلا تنتصر للحق ولا تبقي أملا في التزام القطريين كما صوروا للعالم بغضهم لمزج السياسة بالرياضة ولبلقنة الأشقاء.

ولا يمت الأمر للصدفة بصلة أن يفرد موقع "ميدل إيست آي"، اليوم الاثنين 16 يناير 2023، مقالين اثنين، أولهما بالإنجليزية، وقد ذهب لتمجيد حفيد "نيلسون مانديلا" بعدما اقترفه من فعل بغيض في افتتاح الـ"شان" بالجزائر، منوها بما فعله من تمثيل مقيت بحدث رياضي أسمى من أن يتلطخ بلوثة مجانين بالمغرب، وثانيهما بالفرنسية، جاء مهللا لهؤلاء المجانين الذين أطلقوا حفيد "نيلسون مانديلا"، ليدلي بما يخالج صدورهم في حفل الافتتاح منتحلا لهم أعذارا تزدري في حقيقتها ما تصدح به قطر جهارا.

ويبرز الداعي ها هنا، للتذكير بأن "شيف زوليفوليل" حفيد "نيلسون مانديلا"، مرتزق ألف الرغف من أيادي حكام الجزائر، بشكل جعله يحور الحقائق ويضرب صفحا عن الدعم الذي سبق ولقيه جده من المملكة المغربية، التي آوته من خوف وآمنته من جوع أثناء السنوات التي كانت جنوب إفريقيا محرمة عليه، فكيف لموقع قطري مثل "ميدل إيست آي" أن يصرف النظر بدوره عن هذا التحريف والتزييف الذي طال التاريخ بعظمة لسان الحفيد وأوجع الجد في اللحد، إن لم يكن في الأمر إنّ؟

وتحرر عزمي بشارة، المناصر لفلسطين والمتعاطي مع إسرائيل، الذي يدير "ميدل إيست آي"، من كل القيم التي تدعيها قطر، ولم يبالي بالمرة بالوشائج والأواصر التي تربط بين المملكة المغربية وشقيقتها، فراح يضرب تحت الحزام في حرب إعلامية شنها بلا هوادة ضد الوحدة الترابية للمغرب، مناديا لبلقنته عبر مقالات ملغومة بالمغالطات والأراجيف التي لا تستقيم.

إن المغاربة ظنوا أن ما اقترفه "ميدل إيست آي" في حق وطنهم على مدى سنين، إنما هو ماض ولى بلا رجعة، لكن صبرهم قد عيل وأصبح حقا لهم أن يعرفوا أي عقيدة تعتنق قطر، وإلى أي صف تصطف، فظواهر الأمور ليس كبواطنها، ويلزم أن تنقشع الضبابية عن البواطن التي لا يعلنها هذا البلد الشقيق، وتصرفها منصاته الإعلامية بكل خسة مذمومة.

لقد بذلت المملكة المغربية لأجل قطر كل غال ونفيس، وكان أن هبت لنجدتها متى حاصرها الأشقاء في الخليج، دونما تردد أو مواربة، فهل يسمح القطريون لأنفسهم بجعل المملكة تركن للحسرة على ما مضى وعلى انتصارها للأخوة في الشدائد التي تلم بأشقائها، بدل الرقص طربا على لواعجهم وآلامهم، حينما تضيق بهم السبل ويحاصرون.

على أي ذلك ليس من شيم المغاربة، لكن على الأقل فليوضح الأشقاء مواقفهم، حتى تتضح الرؤية وحين ذاك لكل حادث حديث.

آخر الأخبار