فرنسا وحملتها الهوجاء ضد المغرب طمعا في استدامة التزود بغاز "القوة الضارطة"

الكاتب : الجريدة24

08 فبراير 2023 - 10:40
الخط :

هشام رماح

في ظل موجة البرد التي تجتاح أوربا، والقلاقل القائمة في وسطها أثناء ذلك، انحازت فرنسا بشكل سافر للنظام العسكري الجزائري طمعا في التزود من غازها، وهو الأمر الذي اشترط نظام الـ"كابرانات"، حدوث تغير جذري في التعاطي مع المغرب "العدو الأزلي" حتى يتحقق لها ذلك.

وبينما تسببت الحرب الروسية الأوكرانية، في نقص إمدادات الغاز الروسي لأوربا خاصة عبر أنبوب "BrotherHood"، فإن الحاجة الملحة لتغطية الخصاص، جعلت فرنسا تنقض على الغاز الجزائري، عبر التودد للنظام العسكري، وهو أمر استسهلته، إذ تكفيها معاداة المملكة ليهرول الـ"كاربانات" من جديد إلى حضن الرئيس "إيمانويل ماكرون" الذي جرح كرامة "القوة الضارطة" وهو ينفي بعظمة لسانه وجود أي أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي الذي دام 132 سنة.

اصطفاف فرنسا المريب إلى جانب الجزائر، بدا مكشوفا ومريبا، بعدما تخلت عن كل المباديء التي ظلت تدعيها وضربت بعرض الحائط كل العلاقات التاريخية التي جمعتها بالمغرب، وهي ترى أن كل شيء يهون لضرب عدة عصافير بحجر واحد، فهي من جهة ستتزود من الغاز الجزائري، ومن أخرى تطمع في تطويع المغرب الذي كسر كل القيود التي كانت تغله وتجعله رهن إشارة البلد الذي استبد الجشع بسلطته الحاكمة بشكل جعلها تنهش يمنة ويسرة، مثل ضبع محاصر في الركن.

ووجدت فرنسا في البرلمان الأوربي، ساحة تعلن من خلالها حربا لا أخلاقية ضد المملكة المغربية، فكما أن "ستيفان سيجورني" المقرب من الرئيس "إيمانويل ماكرون"، دفع لإخراج توصية غير ملزمة من البرلمان الأوربي ضد المغرب، تحاول الانتقاص من استقلالية مؤسسة القضاء المغربي، لحساب صحفيين تورطوا في جرائم جنائية صرفة تناى عن أي شبهة تتعلق بالتضييق على حرية التعبير، فإن صمت البرلمان الأوربي عما يجري في الجزائر المحاذية للمغرب، يؤكد على اتفاق الجميع على التكالب على المغرب طمعا في الغاز الجزائري لتجاوز موجة البرد التي تجتاح القارة العجوز.

في المقابل، حاولت فرنسا تلطيف الأجواء بينها والمغرب الذي تأكد له بالملموس تورط الرئاسة الفرنسية فيما حدث، إذ أطلقت دبلوماسييها ليرددوا كلاما متجاوزا يحاول رسم واقع وردي للعلاقات بين البلدين في ظل المستجدات الطارئة، وقد استغلت في ذلك كل القنوات لتصريف الكلام "الرومانسي" ولجأت إلى أبنائها الذين يعيشون بين ظهراني المغاربة، مثل مجلة "تيل كيل" الناطقة بلسانها، ليصدعوا رؤوسهم بأسطوانة "العلاقات الثنائية" المشروخة والتي رددها "كريستوف كورتيي" السفير الفرنسي وقبله "آن كلير لوجاندر" الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية.

لكن، الأمر لم يقف عند هذا الحد، ففرنسا التي جبل قادتها على الخسة والدناءة، قررت المضي قدما في مؤامراتها ضد المغرب، من أجل تطييب خاطر النظام العسكري الجزائري، حتى يبذل لأجلها غاز المقهورين في الجارة الشرقية، وقررت هذه المرة خوض فصل جديد في كتبا الخلاف مع المملكة الشريفة، عبر إعمال ورقة "بيغاسوس" وإعادة الاتهامات الباطلة التي وجهت للمغرب بالتورط في استخدام هذه البرمجية للتجسس على مسؤولين فرنسيين وآخرين من دول أوربية.

وبلغ "الجريدة 24" أن مجموعة "النهضة" "Renaissance" التي أسسها "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، تخوض حملة لإثارة قضية "بيغاسوس" في جلسة يوم غد الخميس المقرر في البرلمان الأوربي، وهي النقطة ترى الرئاسة أنها ستحقق مأربها في استمالة أكثر للـ"كابرانات" والعمل على تلطيخ صورة بلد رفع في وجهها الـ"لا" مرارا، في قضايا اعتبر أنها لا تحترم مبدأ "رابح- رابح" الذي يعتقد به.

ما بلغ "الجريدة 24" يفيد بأن البرلمانيين الفرنسيين المحسوبين على مجموعة "النهضة" "Renaissance" يسعون لإدراج شهادات مضللة من ضحايا مفترضين بغرض تقديم شهادات كاذبة موضوعة ضد المغرب أمام النواب البرلمانيين الأوربيين، ضمن حملة هوجاء تقودها فرنسا ضد المغرب أثناء موجة البرد، آملة في أنها قد تصلح الأمور معه بعد مرور هذه الموجة، وبعد الاكتفاء من الغاز الجزائري خلالها.

لكن هيهات.

 

آخر الأخبار