ويحمان.. "القومجي" المتمترس وراء "مناهضة التطبيع"

الكاتب : الجريدة24

13 فبراير 2023 - 11:00
الخط :

هشام رماح

لعل ما يثير في أحمد ويحمان، أن له قدرة عجيبة على إثارة التقزز والاشمئزاز بحشو الكلام بلبوس أكاديمي، كلما حاول الظهور بمظهر الفاهم الفهيم الذي لا يقدر أحد على مجاراته في تفصيل واقع العلاقات المغربية مع الخارج.. والتساؤل المبتذل "الدبلوماسية ومخاطر التطبيع.. المغرب إلى أين؟".

وإن كان من قول لازم، فإن لا أحد، حقا، يستطيع مجاراة أحمد ويحمان، في إسهابه وإطنابه، وهو الذي يغيب عنه أن الحشو زائد وقد يستقيم الكلام بدونه، ومع ذلك فهو يعمد إلى اللف والدوران، مستثمرا الحيز الكبير الذي تفرده له مواقع وصحف معادية للمغرب.

الأكيد الذي يثبته سجل أحمد ويحمان، أنه وفي لحظات فارقة مر بها المغرب، لم يصطف البتة إلى جانب الوطن، فكان، مرارا، أن منح صوته لوكالة الأنباء الجزائرية ولأبواق هناك في الجارة الشرقية، ليدلي بأرذل الكلام وأسفهه في حق هذا الوطن ، ولن ينفعه أن يتمترس وراء الترهات التي يخطها، ويحاول ان يبدو من خلالها جهبذا، يفصل في القول ولا أحد غيره يفقه ذلك.

ولا شك أن أحمد ويحمان، الذي يصور نفسه مدافعا عن القضية الفلسطينية والفلسطينيين، مصاب بالـ"بارانويا"، فهو يدعي منافحته عن فلسطين من جهة، ولا يلقي بالا للمغرب الذي رأى النور فيه، فكما أن الواقع يفرض الدفاع عن تازة قبل غزة، يرمي هذا القومجي بكل هذه الحتمية خلف ظهره، ليمتشق مثل "دون كيشوت" سيفه محاولا غرزه في بلده، متى أتيحت له الفرصة دون مراعاة للمسافات التي يلزم أخذها من أعداء الوطن وخصومه الذين يتربصون به الدوائر، ولا يتوانون عن أكل الثوم بفم أمثال هذا الخائن.

ويبدو أن أحمد ويحمان القومجي، الذي ألف ترديد أسطوانة مناهضة التطبيع المشروخة، يعيش خارج السياق، بشكل يجعله مستأنسا للسباحة، دوما، ضد تيار المصالح العليا للمملكة المغربية، والسعي لتحقيق المآرب المرجوة من ربط العلاقات مع إسرائيل وغيرها، في إطار مشوب بالثقة والشفافية وتحقيق المنافع البينية بمنطق رابح- رابح.

فماذا يعيب المملكة المغربية إن هي أحيت علاقاتها مع إسرائيل في سياق عالمي موسوم بالتغير، وقائم على مقولة لا عداوات دائمة، كما يعيش على ذلك القومجيون، الذين أفرغوا القضية الفلسطينية من قيمها وجعلوها سلعة يتاجرون بها للإثراء لا غير، وهو منطق فطنت له دول عربية وإسلامية عديدة، آخرها تركيا التي نفضت عنها النزعات الفارغة وتحررت من الشعارات الجوفاء الفضفاضة، فكان أن ارتأت أن تعالج قضاياها ومعها قضية فلسطين عن كثب وهي تجلس مع إسرائيل على الطاولة لا وهي تواجهها على أرض المعركة التي لا ينتصر فيها أحد، غير الشامتين.

إن المغرب، قبل تركيا، آمن بأن هناك مصالح دائمة، ما دامت العلاقة قائمة، وهو أمر لن يراه أحمد ويحمان، القومجي الذي وجد في إحياء المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل فرصة سانحة ليولول هنا وهناك ويتردد اسمه عبر محركات البحث، وتبحث عنه وكالات أنباء المعادين لوطنه، ولا يرتاب أن يكون لقمة سائغة في أفواه هؤلاء.

آخر الأخبار