بسبب سياسة فرنسا المقيتة.. الرئيس الكونغولي يؤدب الرئيس الفرنسي أمام العالمين

الكاتب : الجريدة24

05 مارس 2023 - 12:30
الخط :

هشام رماح

تعرت فرنسا أمام الجميع، وظهر أنها غير مرغوبة بين ظهراني الأفارقة، عبر ما حدث خلال المؤتمر الصحفي الذي جمع "فيليكس تشيسيكيدي"، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية و"إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي.
ومرغ الرئيس الكونغولي أنف الرئيس الفرنسي في التراب، وأظهر له أنه ليس كل الدول الإفريقية، لقمة سائغة وليست كل الأنظمة مثل النظام العسكري الجزائري أو النظام التونسي، حيث تبسط سيطرتها وسطوتها، فكان أن انبرى إلى خطاب للمكاشفة أمام الحضور مظهرا الوجه البشع لفرنسا التي تتحدث مع الأفارقة بلغة متعالية وهي كلها عيوب.
وأعطى الرئيس الكونغولي درسا بليغا لـ"قادة" آخر الزمان، مثل عبد المجيد تبون وقيس سعيد، ممن قطر بهم السقف، والذين يلوكون الكلام بعيدا عن فرنسا ومتى حضر أمامهم "إيمانويل ماكرون" تحولوا إلى حملان وديعة، يسوقها للمسلخ سوقا وهي راضية، لا ترفض له أمرا.
الرئيس الكونغولي، أحرج الرئيس الفرنسي قائلا بأن على فرنسا أن تتوقف عن التعامل مع الأفارقة بالاستعلاء المعهود، وأن ترتب علاقاتها مع الأفارقة بناء على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون هذه الدول، كما اعتادت أن تتحدث إليهم بلغة "أبوية".
واستنكر الرئيس الكونغولي، كيف أن فرنسا تتدخل في شؤون الدول الإفريقية، ولا تجرؤ على التدخل في شؤون الانتخابات الأمريكية، محيلا على أن الأفارقة تابعوا كيف أن الانتخابات الرئاسية في عهد الرئيس الراحل "جاك شيراك"، شابتها خروقات تمثلت في العثور على تصويت لموتى قضى نحبهم واحتسبت أصواتهم، لكن لا أحد تكلم من الفرنسيين عن الأمر.
ولفت "فيليكس تشيسيكيدي"، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، انتباه "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي، إلى كون فرنسا، لم تستوعب بعد بأن الأمور قد تغيرت، وهو أمر كشف عنه أيضا مخاطبه بعدما أظهر أنه لم يستوعب كلام الرئيس الكونغولي الذي جعله يترنح واقفا.
وأبدى "إيمانويل ماكرون" "خفة" غير مفترضة في زعماء الدول، وقد نط يحاول التعليق على تصريحات الرئيس الكونغولي، وهو يحاول أن ينتحل كل الأعذار إلى الإعلام الفرنسي، الذي يقوم بأدوار قذرة خدمة للدولة العميقة في فرنسا، إذ سعى إلى تغطية الشمس بالغربال، وهو يؤكد على أن دور الإعلام هو كشف الحقائق وما يردده الإعلام الفرنسي لا يمثل فرنسا البتة.
لكن، ها هنا أخطأ الرئيس الفرنسي خطأ فادحا، حينما حاول تغيير دفة الكلام نحو الإعلام الفرنسي، لينبهه الرئيس الكونغولي إلى أن المقصود بما قاله هو موقف الدولة الفرنسية الذي عبرت عنه رسميا من خلال تصريحات أدلى بها "جان إيف لودريان"، وزير خارجية فرنسا، والتي حتما لا تعكس موقفا آخر غير الموقف الفرنسي الرسمي، والذي يؤكد على أن هذا البلد الاستعماري لا يزال خارج سياق مستجدات الأوضاع في العالم.
أحد الظرفاء.. وفي تعليقه على تأديب الرئيس الكونغولي لنظيره الفرنسي، أصاب كبد الحقيقة.. وقال إن ما قد يعزي "إيمانويل ماكرون" بعد مصابه في "كينشاسا" سوى أن يزور الجزائر ويقبل عبد المجيد تبون، رئيس مستعمرة فرنسا الباقية على العهد، والتي ستصبح منصة لنسج الانقلابات في الدول الإفريقية، لذلك طلب من الزعماء الأفارقة الحذر ثم الحذر من أبناء فرنسا المندسين بينهم في القارة السمراء.

آخر الأخبار