هل سيؤثر انهيار "سيليكون فالي" على بنوك المغرب؟

يسود تخوف وقلق كبيرين من قبل العديد من المستثمرين وحتى بعض الدول، بسبب انهيار بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة ، خشية أن تتكرر أزمة الرهن العقاري عالية المخاطر لعام 2008.
انهيار هذا البنك تسبب في تأثيرات كبرى طالت شركات الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمية، بعدما خلق التدفق المستمر للأموال في وول ستريت والذي يسعى وراء "مخاطر عالية وعائد مرتفع"، أجيالًا من شركات التكنولوجيا الفائقة في وادي السيليكون، كما استخدمت شركات التكنولوجيا الفائقة هذه خلق القيمة لإطعام وول ستريت.
كما تسبب انهيار بنك سيليكون فالي في تأثر أسعار أسهم البنوك الأمريكية، الأمر الذي يطرح السؤال حول ما إذا كانت المؤسسات البنكية والمعرفية المغربية ستتأثر من هذا الحدث المالي والاقتصادي.
خالد بنعلي، الخبير المالي والاقتصادي، استبعد أن تتأثر الابناك المغربية من جراء هذا الحدث.
وقال بنعلي، في تصريح ل "الجريدة24"، "لا يمكن أن تتأثر الابناك المغربية من واقع. انهيار بنك "سيليكون فالي".
وأوضح المتحدث أن البنك الفيدرالي الأمريكي والأجهزة المصرفية الأمريكية سبق أن اتخذت احتياطات كبرى على هذا المستوى، خشية أي انهيار مفاجئ على مستوى قيمة الدولار، لان انهيار الدولار يمس بسيادة الدولة الأمريكية.
وأضاف بنعلي أنه بالنسبة للمغرب، فإنه مهما حصلت من تطورات مالية واقتصادية، فإن الابناك المغربية والمصرفية والمالية المغربية لن تتأثر بواقع "سيليكون فالي"، لأنه سبق أن اتخذت العديد من الاحتياطات في هذا الباب من جهة، ومن جهة أخرى المغرب ليس لديه توظيفات مالية كثيرة بالاسواق المالية الخارجية"، يقول الخبير الاقتصادي والمالي.
ولفت بنعلي إلى أن أزمة العام 2008، عندما شهد العالم تسونامي مالي عالمي بسبب أزمة الرهن العقاري عالية المخاطر لا يمكن أن يتكرر، لأن هناك عمليات استثنائية اتخذت لتجنب المخاطر المالية والاقتصادية في أعقاب واقعة 2008، وبالتالي فإن الانهيار الذي اصاب بنك "سيليكون فالي" لا يمكن أن يطرح أي مشكل بالنسبة للمغرب وحتى بالنسبة للعالم بأسره.
وتسبب انهيار بنك "سيليكون فالي" بميزانية عمومية تبلغ 200 مليار دولار، في توقف التدفق النقدي لعدد كبير من شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة الحجم، مما سيوجه ضربة كبيرة إلى وادي السيليكون، الذي عانى بالفعل من تراجع الأداء وتسريح العمال على نطاق واسع.