الجماعة المحظورة تستقدم متابعين في قضايا جنائية للجامعة المغربية

الكاتب : الجريدة24

16 مارس 2023 - 02:00
الخط :

ما حدث مؤخرا طيلة هذا الأسبوع الذي نودعه برحاب كلية العلوم بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، تتحمل مسؤوليته الكاملة جماعة العدل والإحسان المحظورة، التي اعتادت توظيف الجامعة المغربية كمنصة للاستقواء على الدولة ومكونات المشهد السياسي المغربي منذ تسعينيات القرن الماضي.

لقد حسبت الجماعة أن تساهل الدولة وسياسة غض الطرف التي استفادت منها طيلة عقود، أن الجامعة المغربية صارت ملكا لها لتفرض فيها ما تشاء، وتستقدم اليها، متابعين في قضايا جنائية، بما فيها الاتجار في البشر والاغتصاب وتبييض الأموال.

فعبر فصيلها الطلابي المحظورـ سعت هذا الأسبوع إلى تنظيم ما تسميه ملتقى  طلابيا، ضدا على إدارة الكلية التي رفضت الترخيص للنشاط المذكور، وعوض التقيد بقرار المنع، تحدت الجميع، ونهجت سياسة شرع اليد، وكأننا في زمن اللادولة وهذا هو الخطير.

يبدو ان قيادة الجماعة ومن يوحي إليها بمثل هذه التصرفات الصبيانية المخجلة، لازلت تمتحي من أدبيات الزمن الطلابي الذي كان سائدا أيام الحركة الطلابية المغربية ما قبل فرض الحظر عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي تم اختطافه فيما بعد من قبل هذه الجماعة المحظورة.

الجامعة المغربية لم تعد فضاء حزبيا كما كانت تسخره قوى يسارية راديكالية وبعدها قوى الإسلاميين الذين التحقوا متأخرين بهذا الصرح العلمي من اجل الاستقواء على الدولة.

اعتادت الجماعة المحظورة على "اختطاف" عقول العشرات من الطلبة والطالبات من أبناء الأسر المغربية ممن حرمتهم الحاجة وقلة ذات اليد، من التوجه بهم نحو المعاهد الراقية التي تضمن لهم ولوجا ميسرا لسوق الشغل.

ومن المفارقات العجيبة أن قادة هذا التنظيم الذي شاخ وهرم، يحرصون على إلا يتواجد أبنائهم في مثل هذه الجامعات المغربية حتى لا تصيب عصي قوات الأمن فلذات أكبادهم ان هم  دفعوا بأبناء غيرهم للدخول في مواجهات وتحدي معهم.

ان استعمال الطلبة والطالبات صغار السن ممن هم في طور التشكل والنضج والنمو، كدروع بشرية للضغط على الدولة من اجل  التفاوض معها، هي لعبة قذرة وخسيسة وما عادت تنطلي على أحد.

العشرات من الطلبة والطالبات الذين استقطبتهم الجماعة وقامت ببرمجتهم على مواجهة أجهزة إنفاذ القانون، هم وصمة عار في جبين قادة هذه الجماعة، التي حادت عن الطريق والإجماع وظلت الطريق منذ فشلت قومتها المؤودة.

تيهان هذه الجماعة ، يجعلها تستعين بما كانت تقوم به ابان سيطرتها الأولى على المشهد الجامعي المغربي الذي ما عاد يروق لأحد بعد أن فقدت الجامعة المغربية بريقها وأصبحت مصنعا لتفريخ البطالة وضياع الوقت.

مرة أخرى تؤكد الجماعة المحظورة عبر أحداث كلية العلوم بنمسيك لهذا الأسبوع، أنها خارج التاريخ وظلت سواء السبيل.

آخر الأخبار