عندما حاول عبد المجيد تبون تجميل وجه "مجنون تونس" على حساب المغرب

هشام رماح
استطاب عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري، الركمجة على الوقائع والأحداث، وهو يحاول الظهور بحلة المتحدث بلغة مشفرة وهو العارف بالأمور وخباياها، وله أن يمثل هذا الدور على قناة الجزيرة التي أصبحت حاملة لمشروعه التواصلي، المفعم بالمغالطات والأكاذيب.
عبد المجيد تبون، وهو يحاور من طرف عميلته خديجة بن قنة، في القناة العنابية، لم يجنح عن الافتراء ولم يفتر عن البهتان، ورمي الغير بالأباطيل، طلبا لبطولة مهدورة، وقد انتصب مدافعا عن تونس "قيس سعيد"، مشيرا إلى أن البلد الذي يجاور جارة السوء من شرقها، تعاني ما تعانيه حاليا من ضيق، بسبب استقبال "مجنون تونس" الانفصالي الرخيص "إبراهيم غالي".
وطفق الرئيس الجزائري، انسجاما مع أحقاده الدفينة نحو المغرب، يرمي، في حواره المذموم على قناة الجزيرة القطرية، باللائمة على ما وصفها بعناصر كثيرة، لكنه ظن نفسه ذكيا وهو يتجنب الإشارة صراحة إلى المغرب، رغم أنه غمز إليه ولمز عندما تطرق للقاء "المجنون" و"الرخيص" كمنعطف أودى بتونس نحو الهاوية، لينكشف أن فكر عبد المجيد تبون، سطحي أكثر مما هو في اعتقاد الجميع.
وفضلا عن سطحيته، فإن عبد المجيد تبون، أفاق ليس على موقف، وهو الذي جامل عميلته خديجة بن قنة، بعدما صب عليها سابقا جام غضبه، بعدما ساء الأخيرة أنها فصلت عن ثدي عبد العزيز بوتفليقة، فإنه أعمى بصره عن حقيقة أسباب مآل تونس، وكيف أن "قيس سعيد" الذي سال لعابه على مال الجزائر واتبع العسكر وما يفتون عليه به، وجد نفسه منبوذا مدحورا، وكيف أن مواقف الرجل المجنون، جعلت تونس تحت رحمة العالمين، تستنجد وتستجدي جرعة هواء لتتنفس.
أي نعم أن ما اقترفه "قيس سعيد" من استقبال الانفصالي الرخيص، بمقابل مالي جزائري، يعد سابقة تضعه الفاعل والمفعول فيه في مزبلة التاريخ، إلا أن عبد المجيد تبون، الرئيس الصوري للجزائر، ذبح الحقيقة وهو يحاول أن يداري عن ديكتاتور متسلط، قتل الديمقراطية في تونس، وهتك عرض البلاد والعباد، بتحكمه الذي ذبل معه ياسمين الثورة حتى تحولت تونس الخضراء إلى بيداء للديكتاتورية، وأصبح اقتصادها هشا تذروه الرياح ولا يرمي صندوق النقد الدولي لشد عضده في ظل "المجنون".
والحق يقال فلن يستطيع عبد المجيد تبون، أن يسمي الأشياء بمسمياتها ويضع الأمور في نصابها، إذ هو أدرى من الجميع بما أصاب تونس بحق، وبأنها تتجرع كأس الذل التي صبت لها من طرف العالم، بعدما انبرى رئيسها المهووس، إلى النطق بأقذع الأوصاف وأحط الكلام في حق الجيران الأفارقة، وأبدى عنصرية مقيتة تجاه أبناء القارة السمراء، ليلقى "المجنون" وبال أمر تسلط به على شعبه وما دونهم من شعوب إفريقيا، بعدما استبدت به الحمية، وهو يلاقي العسكر الأجلاف ودميتهم التي أتوا بها لقصر "المرادية"، في الجزائر، وينقلب على بطنه طمعا في أموال الأخيرة.