"آمنستي" تنتقد الجزائر بعد انفراط الود الأوربي بسبب تلاشي البرد

الكاتب : الجريدة24

05 أبريل 2023 - 12:02
الخط :

هشام رماح

هل انفرط الود بين الأوربيين والنظام العسكري الجزائري، الذي تم لشهور على حساب المملكة المغربية، بعدما بدأت تتلاشى آثار البرودة وموجات الصقيع التي اجتاحت القارة العجوز، ولم تعد هناك حاجة إلى غاز الجزائر؟

السؤال له دافعه. فكما أن منظمة العفو الدولية، انتقدت أمس الثلاثاء، نظام الـ"كابرانات" مشيرة إلى أنه وعلى مدار العامين الماضيين، حاكم "العسكر" واعتقل واحتجز ما لا يقل عن 11 صحفيا وإعلاميا آخرا، وأغلقوا العديد من وسائل الإعلام المستقلة، إلا أن خرجة "آمنستي" قد جاءت متأخرة، إلى حين قضاء داعميها والواقفين وراءها لوطرهم من الـ"كابرانات"، ونهب غاز البلاد في عز البرد.

وخلال فصلي الخريف والشتاء، أسبغت الدول الأوربية على حكام الجزائر، رعاية خاصة طمعا في الاستزادة من غاز الأخيرة، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية التي جعلت أوربا باردة وتحت رحمة "موسكو"، إذ حينها لم يكتفي الأوربيون بالتغاضي عما يقترفه النظام العسكري الجزائري من فظائع ضد الصحفيين والإعلاميين، بل خدموهم أكثر وهم يوجهون سهام النقد نحو المملكة الشريفة، العدو الأزلي للـ"كابرانات" حتى يضخ هؤلاء المزيد من الغاز نحو إيطاليا.

وكانت جملة من الاعتقالات باشرتها السلطات الجزائرية ضد الصحفيين خلال فصلي الخريف والشتاء، دون أن يطرف لهم جفن، بعدما تأكد للـ"كابرانات" أنهم محميون من فرنسا التي يخدمون أجندتها كثيرا في حديقتها الخلفية المحشورة شرق المغرب في شمال إفريقيا، وحينها لم يكن يسمع لـ"آمنستي" صوت، فقد كانت مأمورة ألا تتحدث إلا حينما تنتفي الحاجة لغاز الجزائر.

وفي لعبة قذرة كان البرلمان الأوربي، أصدر توصية في 19 يناير 2023، ضد المغرب حول حرية التعبير وممارسة الصحافة، بينما غض الطرف عما يحدث في الجزائر، بل كاد بعض المتلهفين على غاز الجزائر، مثل فرنسا إيمانويل ماكرون، أن يسموها "جنة" حقوق الإنسان، وهم يغازلونها، لترضية خاطر العسكر المرضى بالمغرب والمغاربة دونا عن غيرهم، رغم أن جملة من الاعتقالات تمت شهر دجنبر ومنها إحسان القاضي الصحفي، مدير "راديو إم" و"مغرب إيميرجون" الذي اعتقل في 29 منه.

لهذا يتبادر السؤال. ما الذي تغير بين الأوربيين والجزائر، حتى يظهر تقرير "آمنستي"، المنظمة الكائن مقرها في لندن، والذي أفاد بأن النظام العسكري يتخذ إجراءات مشددة لخنق الأصوات المعارضة، وبأن عليه الإفراج عن جميع الصحفيين المعتقلين ظلما، وإسقاط جميع التهم السياسية الموجهة إلى ستة منهم على الأقل، وإلغاء إدانة الصحفي إحسان القاضي.

وطالبت "آمنستي" بالإفراج عن الصحفي إحسان القاضي، الذي حكمت عليه محكمة بالعاصمة الجزائر في 2 أبريل بالسجن خمس سنوات، منها سنتان موقوفتا التنفيذ على أساس اتهامات لا أساس لها تتعلق بتلقي أموال لأغراض سياسية تهم الدعاية وتقويض أمن الدولة، وهو الذي كان وضع في الحبس الاحتياطي يوم 29 دجنبر الماضي بعد أربعة أيام من الحراسة النظرية. واعتقله ضباط أمن بملابس مدنية في منزله قبل أن يقتادوه مكبلا إلى مكاتبه الإعلامية حيث أمروا الموظفين بالمغادرة، وصادروا أجهزة الكمبيوتر وأغلقوا الأبواب.

نعم.. كل هذا اقترفه النظام العسكري المارق في شرق المملكة، لكنه لم يثر اهتمام الأوربيين حينها، فقد كانوا مشغولين وخاصة منهم فرنسا برتق بكارة الـ"كابرانات"، لإرضائهم عبر التهجم على المغرب، وإغفالهم إلى الوقت الذي تتلاشى فيه موجة البرد، وبعدها لكل حادث حديث.

آخر الأخبار