يعيش المغرب في الوقت الراهن، حالة استنفار قصوى لمواجهة أزمة العطش، بعد تراجع نسبة الملء في السدود خلال الفترة الأخيرة.
وحذر عدد من الخبراء، من تفاقم هذه الوضعية خلال الصيف المقبل، نتيجة الجفاف بعد قلة التساقطات المطرية، وكذا الاستنزاف الخطير للسدود، التي تعاني نقصا حادا في الموارد الجوفية.
واعتبر عدد من الخبراء في تقاريرهم الأخيرة، أن قلة التساقطات المطرية على صعيد التراب الوطني في الشهرين الأخيرين، مع ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق، قد يؤدي إلى أزمة عطش خلال الصيف المقبل.
وطالب الخبراء، بضرورة تسريع وتيرة إنشاء محطات تحلية ماء البحر، لتأمين مياه الشرب للمغاربة، مبرزين على ضرورة المواصلة في إطلاق حملات توعية لحماية الموارد المائية وترشيد استهلاك المياه، خاصة في المدن الكبرى.
كما تواصلت التحذيرات من الخبراء، بضرورة وقف بعض الزراعات والمنتوجات الفلاحية، التي تشكل خطرا على الموارد المائية، خاصة الدلاح والأفوكادو.
مطالبين كذلك، بمسألة ترشيد استعمال المياه الجوفية في الأراضي الزراعية المسقية، بالإضافة إلى ضرورة تجنيد السلطات لمحاربة الآبار غير المرخصة التي تشكل خطرا على الفرشة المائية.
ووفق أرقام المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء، فإن نسبة ملء السدود خلال شهر أبريل الجاري، شهدت انحفاضا، بعدما تراجع المخزون المائي من 5579 مليون متر مكعب إلى 5429,1 مليون متر مكعب.
وأكدت المديرية في تقريرها، أن نسبة السدود المغربية حاليا لا تتجاوز 33.68 في المائة نتيجة لعوامل الجفاف، وهي أقل من العام الماضي،
وكان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، قد دعا مؤخرا، بوقف سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بالمياه الصالحة للشرب، والابتعاد عن الأمور الثانوية التي تستنزف المياه، مؤكدا أن الحكومة تسعى على إنجار عدد من المشاريع التي تتعلق بتحلية مياه البحر.
كما أكد بركة، أن إشكالية سرقة المياه تزيد من تفاقم الوضع بمختلف مناطق المملكة، حيث يتم تسجيل ضياع أزيد من 40 بالمائة، ناهيك لمسألة الاستغلال المفرط للفرشة المائية، والوزارة تبذل مجهودات جبارة لوقف سرقة المياه.