رسالة إلى الكائنات الافتراضية.. الراحلة نورة لنا جميعا فلا تزايدوا علينا ودعونا نحزن إلى حين

هشام رماح

نورة الزبيري فقيدة المغاربة كافة.. لقد تألموا كلهم لمفارقتها الحياة.. بعدما كانت تنشد الحياة في عشق الرجاء الرياضي.. وكلهم أيضا، رقوا لحال أسرتها الصغيرة وذرفوا الدمع الهتون مثل أي ثكالى متى أفجعتهم الفواجع، لكن حسبنا الله في بعض الكائنات الافتراضية، التي لم تمهل نفسها بعضا من الوقت لتحزن حتى أو تلجم عنا ألسنتها السليطة، وقد وجدت في واقعة وفاة المشجعة الرجاوية، فرصة سانحة حتى تستل خناجر التشفي وتغرزها في جسد "المخزن" الذي تعتبرها السبب في كل شيء.

أحد هذه الكائنات الهلامية، هو حسن بناجح، مريد الشيخ والشيخة ابنة الشيخ، الذي يتسلط على المغاربة في العالم الافتراضي، مثل "ملاك" يرمي لسداد العباد، بينما هو شيطان يتربص الدوائر بالبلاد، وقد امتشق سقط الكلام وعيب التحليل، ليرمي باللائمة على "المخزن"، فيما حدث وهو لا يفقه غير تمجيد الجماعة وازدراء الباقين جميعا.

وبعدما غاب وسكت دهرا، انقض حسن بناجح، على مقتل المرحومة نورة الزبيري، قبل أن تكمل عقدها الثالث، لينطق كفرا، وليحاول الظهور بمظهر الحريص على حيوات المغاربة والحال أنه يرمي على تصريف الأحقاد، وتصفية حسابات دفينة، عبر الخوض في أمور هي أبعد ما يكون عن اهتماماته، ليس حُبًّا في الراحلة نورة الزبيري، ولكن هياما في الاصطياد في الماء العكر، والزيادة في بلل الطين.

أي نعم لفظت نورة الزبيري، أنفاسها الأخيرة خارج أسوار مركب محمد الخامس، بالدار البيضاء، بعدما كانت ترغب في متابعة أطوار مباراة عشقها الأخضر ضد الأهلي المصري، وهو حادث وإن كان يحمل في طياته الكثير من الأحزان ويبعث على شتى اللواعج، إلا أنه كان يمكن التعامل معه بكل روية وتؤدة مطلوبة للبحث بين ثناياه عن المسؤولين وراء ذلك وترتيب المسؤوليات عليهم، واستجلاء كل الحقائق ظاهرة أمام الجميع، لكن كيف الحال إن كنا أمام كائنات افتراضية تستعجل الأحكام وتصدرها بلا رجعة في حق "المخزن".

وفيما فارقت الراحلة نورة الزبيري الحياة عند المنطقة الثالثة "Zone 3"، إلا أن يروجون للفيديوهات المتعلقة بمحاولة قوى حفظ الأمن والنظام تفريق حشود المشجعين المحسوبين على فصيلي الـ"إيغلز" والـ"غرين بويز" المشكلان لـ"إلترا" الرجاء بلا تعقل أو تبصر، لا يدرون أنها تتعلق بتدخلات تمت في المنطقة السابعة "Zone 7" بمركب محمد الخامس، وفي عدم توضيح الفرق بين المنطقتين، إجحاف كبير في حق الحقيقة، وتطبيل أكبر لـ"الفهايمية" الذين لا يتقنون شيئا مثل "التقلاز من تحت الجلابة".. كما يفعل حسن بناجح ومن على شاكلته.

إن الحوادث تقع في جنبات وعلى مدرجات الملاعب في العالم أجمع، وما حدث خارج مركب محمد الخامس بدوره ليس حادثا معزولا، لكن أن تنبري الكائنات الافتراضية، و"شيوخ النظر" من "قوم تبع" داخل المغرب، إلى الترويج لمشاهد ومقاطع فيديو لتشويه المجهودات التي تصرفها قوى حفظ النظام والأمن في محيط ملعب يحج له عشاق فريقي الدار البيضاء من كل حدب وصوب، وبأعداد غفيرة، ينم عن استسهال كبير وتمييع مقيت للنقاشات، التي قد تثار حول ما يقع من حوادث مثل ما وقع قبل مباراة الرجاء الرياضي والأهلي المصري، وكل ذلك طمعا في صب الزيت على النار عبر ركوب موجة الكذب لقضاء مآرب تكاد لا تخفى إلا على المغرر بهم.

ولذلك نقول للمهرطقين ولمريدي الشيخ..الراحلة نورة الزبيري لنا جميعا فلا تزايدوا علينا ودعونا نحزن إلى حين.