هكذا أبرمت "مرتشون بلا حدود" صفقة شيطانية مع النظام الجزائري ضد المغرب

هشام رماح
لتبديد اللبس حول النوايا المضمرة من قبل "مراسلون بلا حدود" تجاه المغرب، يكفي الرجوع للصور التي تؤرخ لحضور "خالد درارني" ممثل المنظمة في شمال إفريقيا منذ أبريل 2022، و"الصحفي" والمعتقل السابق في سجون النظام العسكري الجزائري، إلى جانب عبد المجيد تبون، الرئيس الجزائري الذي نكل بحرية الإعلام في الثالث من شهر ماي الجاري، تزامنا واليوم العالمي لحرية الصحافة، إذ بقراءة حصيفة لما وقع ينكشف المخبوء ويتبدى للجميع الوجه البشع لمنظمة تستحق عن جدارة تسميتها بـ"مرتشون بلا حدود".
ولم يجد "خالد درارني"، الذي سبق واعتقل في سجون الجزائر من 2020 إلى 2021، حرجا للظهور جنبا إلى جنب مع عبد المجيد تبون، في تغيير سافر منه للدفة ولـ"الفيستة" كما يقول المغاربة، وهو أمر له مسببات خفية، رغم أن العميل الجديد للنظام دفع نحو تغطية بسبب ظاهر، كونه حضر الحفل ليقدم للرئيس الصوري، رسالة من منظمة "مراسلون بلا حدود" تحث الأخير من خلالها على إطلاق سراح الصحفي المخضرم "إحسان القاضي" الذي أدين في الثاني من شهر أبريل الماضي بخمس سنوات سجنا منها ثلاث سنوات نافذة.
وما كان لتنطلي ادعاءات ممثل المنظمة المعروفة اختصارا بـ"RSF" إلا على من عمت قلوبهم، وهو أمر أكدته نشرة "Maghreb Intelligence" وقد نقلت عن مصادرها، أن "خالد درارني" تعرض لضغوطات قوية من لدن نظام الـ"كابرانات" حتى يحضر الحفل الذي ترأسه عبد المجيد تبون، في تعبير من المنظمة الكائن مقرها في باريس، والتي يمثلها عن "لفتة" تجاه ممثل النظام العسكري، الذي اقترف في حق الصحافيين، في ظرف سنة كاملة، ما لم يقترفه جيرانه في عقود.
وأحالت النشرة المغاربية إلى أن "خالد درارني"، الممنوع من مغادرة التراب الجزائري، قرر الرضوخ للضغوطات التي تعرض لها، وهو يعرف أن رقبته بين أيادي الـ"كابرانات" وقضائهم، الذي جمد العديد من المساطر في حقه وحق منبره الإعلامي "Casbah Tribune"، الذي لا يزال معلقا ومغلقا من لدن السلطات الجزائرية، ولذلك وطمعا في "تحرير" نفسه خضع ممثل "RSF" وخنع لسفلة العسكر وقرر الدخول في لعبتهم منذ متم 2022، بما يخول له هامشا ضيقا من التحرك في بلاده شريطة أن يجمل ومنظمته وجه النظام القبيح.
ولإغرائه بالاستفادة من هامش الحرية الذي يسعى إليه، سخر النظام العسكري "خالد درارني" لمباشرة محادثات مع "كريستوف ديلوار"، حتى تخفف "مرتشون بلا حدود" من انتقاداتها للنظام العسكري الجزائري، وتزيد من حدتها تجاه المملكة المغربية، وهو أمر راق الأمين العام للمنظمة المكلفة بمهام معينة، نظرا للعداء الذي يحتفظ به للمغرب، وقد وجد في ذلك فرصة للتنفيس عنه، عبر التصنيف الذي خصم من المغرب عشر درجات ودرجتين من الجزائر مقارنة مع سابقه.
ووفق النشرة المغاربية، فإن النظام العسكري الجزائري، يدفع بـ"خالد درارني" لإقناع "كريستوف ديلوار" أمين عام "مرتشون بلا حدود"، لزيارة الجزائر، وهو أمر يقيد الدرس، لكنه يحيل على النوايا الحقيقية التي تحرك القائمين على منظمة تدعي حماية للصحافة والصحفيين، وقد ظهر هذا الأمر جليا متى أطبقت المنظمة فمها حينما اعتقلت السلطات الجزائرية الصحفي "مصطفى بن جامع" في 19 فبراير 2023، أو عبر قضية الموقع الإلكتروني "Algérie Part" وكذا اعتقال العديد من مصادره، ليتأكد بأن "مرتشون بلا حدود" أبرمت صفقة شيطانية مع النظام المارق في جارة السوء، ما دام العدو واحد وهو المغرب.