المغرب بريء من استخدام برمجية "بيغاسوس".. لجنة التحقيق الأوربية تنهي تقريرها

هشام رماح
المغرب براء من الاتهامات التي وجهت له باستخدام برمجية "بيغاسوس" للتجسس على مسؤولين أو مواطنين أوربيين، فقد ترسبت لدى لجنة التحقيق المنبثقة عن البرلمان الأوربي، منذ مارس 2022، إلى خلاصات تفيد بانعدام أية أدلة تثبت صحة الادعاءات التي طالت المملكة المغربية.
وبعد 14 شهرا من التحقيق المتواصل، طفت الحقيقة وضَّاحة على السطح، ومفادها أنه لم يثبت أي دليل يؤكد ما اتهم به المغرب، وفق ما أفادت به صحيفة "El Periodico" الإسبانية، مشيرة إلى أنه جرى تبني التقرير النهائي، يوم أمس الاثنين 08 ماي 2023، من خلال التصويت عليه.
وحصد تقرير لجنة التحقيق البرلمانية الأوربية، 30 صوتا بالموافقة وثلاثة أصوات رافضة فيما بلغ عدد الممتنعين عن التصويت أربعة، فضلا عن اعتماد تقرير متعلق بالتوصيات حاز بدوره على موافقة ثلاثين عضوا، مقابل خمسة رافضين وممتنعين اثنين، وهو التقرير الذي سيعرض على التصويت أمام البرلمان الأوربي في 12 يونيو المقبل.
ولم يثبت لأعضاء لجنة التحقيق أي تورط للمغرب في استخدام برمجية "بيغاسوس" التي صممتها شركة "NSO" الإسرائيلية، وهو نفس الموقف الذي تشبثت به المملكة في مواجهة الحملة الشعواء التي شنها عليها ائتلاف "فوربيدن ستوريز" (قصص محرمة) و"منظمة العفو الدولية" (آمنستي).
وكان ائتلاف "فوربيدن ستوريز" و"آمنستي"، اتهما المغرب زورا باستخدام "بيغاسوس" في 18 يوليوز 2021، للتجسس على مسؤولين فرنسيين بينهم الرئيس "إيمانويل ماكرون" قبل أن يثار من جديد اتهامه بالتجسس على هواتف "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة الإسبانية و"مارغريتا روبليس"، وزيرة الدفاع و"فيرناندو غراندي مارلاسكا" وزير الداخلية في الجارة الشمالية، وهي الاتهامات التي ظهر بطلانها، بانتفاء أي حجج تثبت صحة ما أثير حول المملكة الشريفة في هذا الصدد.
وسبق للصحفي الفرنسي ضح "آلان جوردان"، أن أثبت، بالحجة والبرهان، عبر كتابه الصادر مؤخرا تحت عنوان "L’Affaire Pegasus" "قضية بيغاسوس"، براءة المغرب من الادعاءات التي طالته، محيلا على أن ائتلاف "فوربيدن ستوريز" ومنظمة "آمنستي"، استهدفا من خلال حملة ممنهجة رغم نفيه امتلاكه للبرمجية، وذلك دونا عن البلدان التي تمتلكها مثل المجر والمكسيك وأذريبيجان والهند، علما أن 14 دولة من بين 27 دولة في الاتحاد الأوربي مرتبطة بعقود مع شركة "NSO" الإسرائيلية مصممة البرمجية.
ووفق الكاتب الصحفي الفرنسي فإن تحقيقه في شأن قضية التجسس ببرمجية "بيغاسوس" أبان عن استهداف صارخ وسافر للمملكة المغربية بمعزل عن الدول الأخرى، رغم أن الشركة الإسرائيلية "NSO" نفت على ألسنة مسؤوليها، أن تكون باعتها هذه البرمجية، أو ثبت استخدامها من قبل الأجهزة الأمنية المغربية.