النظام العسكري الجزائري والتشويش على قمة جدة للتغطية على فشل قمة "لم الشمل" الفارغة حضورا ومضمونا

هشام رماح
وحده، النظام العسكري الجزائري، يريد أن يحتل المشهد العربي، وبدلا من أن يحضر عبد المجيد تبون، رئيس الجارة الشرقية إلى مدينة جدة السعودية، لتسليم رئاسة القمة العربية، الثانية والثلاثون، للمملكة العربية السعودية، كما تقتضي الأعراف والبروتوكولات المعمول بها، قرر الغياب عن أشغال قمة اليوم الجمعة 19 ماي 2023،، وتكليف أيمن بن عبد الرحمن، رئيس الحكومة، بتمثيله في القمة العربية، كما أورد بلاغ للرئاسة أحجم عن ذكر الأسباب وراء ذلك.
ولم يعد خفيا أن الرئيس الجزائري الذي ينقض على أنصاف الفرص للظهور بمناسبة أو دونها، ويتلهف على الإطلالة عبر قنوات محلية وأخرى عربية موالية للعسكر، انبرى إلى مقاطعة القمة العربية، رغم أنه رئيس الدورة الحالية، ليؤكد الأنباء الدائرة حول مدى الامتعاض الذي تمكن من النظام العسكري الجزائري، من هول ما لقيه من تجاهل، أيقظه من أوهامه، وهو يرى مختلف الفعاليات العربية، تصرف النظر عن الرجوع إليه، حين مناقشتها لمواضيع مهمة مثل عودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية.
وأحس النظام الجزائري، الذي احتضن القمة الفائتة، شهر نونبر 2022، بخازوق عربي كبير، اكتشف من خلاله الصورة الحقيقية المنعكسة لدى العرب ناحية نظام مارق، لم يرقه بتاتا أن يرى نفسه منبوذا بين الأشقاء، ولم يسعه سوى الضرب تحت الحزام، ومحاولة التشويش على القمة التي تحتضنها السعودية، في محاولة دنيئة، لتصريف الأحقاد التي تولدت لديه تجاهها متى بادرت إلى الدعوة لإعادة سوريا إلى مكانها ضمن الجامعة العربية.
وينسجم قرار عبد المجيد تبون، المتمثل في الغياب عن القمة العربية الثانية والثلاثون، مع الحرب الإعلامية التي قررها رموز النظام الجزائري في مواجهة المملكة العربية السعودية، والتي حاولوا مواراة السبب الحقيقي وراءها، خلف دعوة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لـ"فولوديمير زيلينسكي"، الرئيس الأوكراني للجلسة الافتتاحية للقمة العربية، التي تحتضنها مدينة جدة، بينما يتمثل السبب الحقيقي، في التغطية أيضا، عن فشل قمة الجزائر التي كانت انعقدت تحت شعار "لم الشمل العربي" الذي ظهر أنه كان زائفا.
وفيما تعد القمة العربية بمدينة جدة، سادس قمة إقليمية ودولية، على التوالي يغيب عنها عبد المجيد تبون منذ آخر مشاركة له في قمة شرم الشيخ حول المناخ، في دجنبر الماضي، فإن النظام الجزائري استبق الأحداث من جديد، وطلق أبواقه الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية، التي يبدو أنها استطاعت ما لم يستطعه النظام الجزائري الذي صدع الدنيا بالشعارات الخاوية التي تصب في واد بعيد عن الواد حيث نوايا العسكر الرامية إلى تمزيق الجيران والأشقاء بدل الجمع بينهم.
وبدلا من المشاركة في القمة العربية بالسعودية لتسليمها الرئاسة كما تقتضي البروتوكولات المعمول بها، صوب نظام الـ"كابرانات"، كل جهوده لتقويض النجاح المنتظر من هكذا قمة، جرى التحضير لها جيدا، من خلال مبادرات ملموسة وخطوات لقيت إجماعا عربيا، بدل الكلام الفضفاض والفارغ الذي جعله حكام الجارة الشرقية مطية للتحضير للقمة الفائتة التي اعتبرت أفشل قمة على الإطلاق حضورا ومضمونا.