يبدو أن السلطات المحلية بالعاصمة الرباط أقدمت على قرار يقضي بالتخلي على مدرسة للتعليم الأولى التي تعتبر من بين النماذج الرائدة في العاصمة الرباط من حيث استراتيجية تعميم التعليم الأولي، ويتعلق الأمر ب مدرسة الزيتون للتعليم الأولي بحي الرياض بالرباط.
وكشف بعض الآباء وأولياء التلاميذ الذين سجلوا أبناءهم بهذه المدرسة نية السلطات بتحويل المدرسة إلى فندق عندما توصلوا باشعارات تنبههم إلى ضرورة تسجيل أبنائهم في مدارس أخرى الموسم الدرساي المقبل.
هذا القرار دفع مستشارين جماعيين بالرباط وبعدهم برلمانيون إلى الدخول على الخط ومهاجمة قرار السلطات، وفي مقدمتهم وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى.
واستغربت في هذا السياق البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، تحويل مدرسة الزيتون للتعليم الاولي بحي الرياض الرباط، إلى فندق في الوقت الذي تعتبر هذه المدرسة من المدارس الرائدة في استراتيجية تعميم التعليم الأولي التي تنهجها الدولة مند افتتاحها سنة 2009.
وأوضح المصدر أن هذه المدرسة "كونت عددا كبيرا من المربيات، وهي تستقبل حاليا أكثر من 150 طفلا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الأطفال في لائحة الانتظار كل سنة، مما يدل على جودة التكوين الذي يتلقاه الأطفال في هذه المدرسة وعلى كفاءة أطرها التربوية".
ولفتت البرلمانية إلى أن هذه المدرسة يعتبر فضاؤها الذي تبلغ مساحته أكثر من 8000 متر مربع، فضاءا متميزا من ناحية المرافق الموفرة للأطفال ومن الناحية المعمارية، إلا أن آباء وأمهات الأطفال تلقوا إشعارا من طرف إدارة المؤسسة يخبرهم بضرورة تسجيل أبنائهم في مدارس أخرى الموسم الدراسي القادم، نظرا لخضوع المدرسة لأشغال، قبل أن يكتشفوا أن السبب الحقيقي هو تحويل المدرسة إلى فندق تابع لسلسلة «Zephyr.
وطالبت البرلمانية وزير التربية الوطنية بمد النواب بالاجراءات التي ستتخذها لوقف تحويل مدرسة الزيتون إلى فندق، انسجاما مع اعتبار التعليم الاولي ركيزة ودعامة اساسية للمدرسة المغربية.
عمر الحياني المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة الرباط، الذي يعد واحد من الفاعلين الذين كشفوا نية السلطات بتحويل مدرسة الزيتون إلى فندق، قال في تدوينة له على حسابه بالفيسبوك إن "قرار هدم المدرسة لتشييد فندق، يعطي مثالا مضادا لكل من لا يزال يؤمن بأوهام إصلاح التعليم العمومي".
وأوضح المستشار الجماعي أن المدرسة تابعة لمؤسسة محمد السادس للشؤون الاجتماعية للتعليم، و تسيرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، ومنذ سنوات، وهي تشهد إقبالا كبيرا (التسجيل بلائحة الانتظار) وهو ما يحصل نادرا في المدارس العمومية.
ولفت الحياني إلى أن سبب الإقبال الكبير على هذه المؤسسة هو توفرها على فريق بيداغوجي جد كفء ومكون تكوينا ممتازا، ويسهر على تربية وتكوين الأطفال عن قرب، في فضاء كبير و متميز مساحته 8000 متر مربع، وتكوين باللغتين العربية والفرنسية منذ سن الثانية، وذلك مقابل أداء شهري في متناول الطبقة المتوسطة (500 إلى 1000 درهم شهريا).
