بين ابتزاز الجزائر لفرنسا واقتيات "كابراناتها" على ريع الذاكرة وجحودهم للجميل المغربي

الكاتب : الجريدة24

17 يونيو 2023 - 04:00
الخط :

هشام رماح

لم يصدر أي رد رسمي من لدن فرنسا "إيمانويل ماكرون"، حول التعديل الجديد الذي طال النشيد الوطني الجزائري، والذي يتضمن وعيدا لفرنسا، وتقرير اعتماده في مختلف المناسبات، تجاوزا للاستثناء الذي كان مخولا في مؤتمرات "جبهة التحرير الوطني" أو كلما جرى تنصيب رئيس صوري في الجزائر.

المرسوم الرئاسي الذي وقعه "عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، بتاريخ 21 ماي 2023، بناء على تعليمات من "السعيد الشنقريحة" الذي يحكم الجزائر تحت بزة وزير الدفاع، كان له وقع في الإعلام الفرنسي، لكن لم يجد له صدى في الدوائر الرسمية، غير أنه يحيل على أن شهر العسل الذي باشره "إيمانويل ماكرون" مع الـ"كابرانات" انقضى وعادت حليمة لعادتها القديمة.

وليست حليمة ها هنا غير النظام العسكري الجزائري الذي اعتاد الاقتيات على ريع الذاكرة، والذي ظل يلعب هذه الورقة مرارا بعدما استطاع بها ابتزاز فرنسا دوما والأهم من ذلك ذر الرماد في عيون حرائر وأحرار الجزائر والغالبية الساحقة دونهم من أجل ضمان بقاء الزمرة الحاكمة في السلطة.

"إذاعة فرنسا الدولية" (RFI) تطرقت لهذا الأمر، وأفادت، أمس الجمعة 16 يونيو 2023، بأن المقطع الثالث (من بين خمسة مقاطع) الذي أعيد إلى النشيد الوطني الجزائري يعادي فرنسا ويفضح حقيقة ما يضمره النظام المارق لها، محيلة على أن مقاطع الوعيد كانت اختفت من "الحياة العامة" في الجزائر لكن الـ"كابرانات" أعادوها من جديد في ابتزاز سافر لفرنسا.

وفي اتصال للمعارض الجزائري "سمير يحياوي" مع "RFI" قال إن هكذا خطوة تنم عن الشعبوية الصارخة التي يتعامل بها النظام العسكري القائم في الجزائر، قبل أن يردف بأنها تفضح أيضا، كيف يبيع الـ"كابرانات" الأوهام للجزائريين حتى يواصلوا الاستمرار قابعين فوق رؤوسهم، وإضفاء الشرعية المفقودة على أنفسهم في مواجهة الشعب الذي يتطلع للانعتاق من تحت أقدام العسكر.

أيضا، استرجاع ما سبق واجتزيء من النشيد الوطني الجزائري ضدا في فرنسا، تسبب في نزيف هائل من التعليقات ضد نظام العسكر، وقد علق أحد الفرنسيين على ذلك بالقول إن "على الـ"ماكرونيين" أن يفهموا حقيقة العقلية التي "يتمتع" بها حكام الجزائر، بعدما قال إن النظام الجزائر ليعد أكبر مثال على الوقاحة ونكران الجميل، بعدما سبق ومكنتهم فرنسا من أكبر بلد في إفريقيا على حساب جيرانهم".

وزاد المعلق الذي أوردت صحيفة "لوفيغارو" تعليقه بأن نكران الجميل نقيصة متجذرة في النظام الجزائري، وهو أمر ملموس، كذلك، اتجاه جارهم المغرب، الذي ومنذ 1844، تاريخ معركة "إيسلي"، ناضل وقاتل من أجلهم وكان أن حصدت المملكة المغربية نتائج وقوفها مع الجزائريين.

آخر الأخبار