ألتيت موم بن الحوس أمازيغي غزا أسواق فرنسا

رجالات بلادي: ألتيت موم بن الحوس...أمازيغي غزا أسواق فرنسا

الكاتب : الجريدة24

07 فبراير 2025 - 06:00
الخط :

أمينة المستاري

من رجال الأعمال بسوس الذين عرفوا بالعصامية والحنكة في الميدان التجاري... موم بن الحوس بن امبارك التيت، سوسي محنك وأمازيغي حر أثبت أن النجاح لا يتطلب بالضرورة الدراسة، بل أن الثقة والجدية والفكرة الجيدة طريق للنجاح.

هو من مواليد 1913رأى النور في قرية "أوكارس" بأفلا أونزي بإقليم تيزنيت. يتحدر من أسرة ذات حسب ونسب في الأطلس، التحق بالكتاب بتيمزكيدا ونال حظا من الدراسة وحفظ القرآن، لم يتخرج من معهد..هو ابن بيئته الأطلسية وعصامي بنى نفسه، وتعلم العربية والفرنسية وتمتع بحس تجاري وكان يتنقل من تجارة لأخرى، فكان يحرص على اختيار منتوج جيد ويبيع بثمن مناسب مع اعتماد تسهيلات للزبناء.

رغم ثرائه كان متواضعا يصر على دراسة أي مشروع قبل إنجازه حتى يتمه بنجاح. تخصص في تجارة زيت الزيتون التي عرفت خصاصا بقريته، نظرا لاستعمالها في التغذية والتداوي ...وحرص على اختيار نوع جيد، بثمن رخيص، ومكن الساكنة من الحصول على احتياجاتهم خاصة في فصل الصيف حيث يصعب عليهم الانتقال للمدن والمراكز القروية لاقتنائها، حتى اكتسب ثقة الزبناء وربذ معهم علاقات قوية وأصبح بمثابة وسيط يقوم باقتناء حاجيات الساكنة من المركز...

فتح موم محلا في أنزي، ثم آخر حتى أصبح لديه محلات عهد بتسييرها لبعض أقاربه، وليتحول إلى رجل غني بفضل مجهوده وعمله المتواصل، وحنكته في إدارة أعماله، وحتى يتمكن من توسيع أعماله انتقل إلى مدينة أكادير ، فاستقر بها وفتح دكاكين عديدة بالأحياء الهامشية.

كان لموم بن الحوس اهتمام آخر غير التجارة، فقد شيد أشهر دار سينما "الصحراء" بحي تالبورجت، قبل المسيرة الخضراء، حرص على أن يكون معمارها جميل ومبهر.

أصيبت تجارته ببعض الخسائر جراء زلزال 1960، فلم يكن بأكادير وقتها، لذلك أقام مدة بقريته أونزي، وتمكن بفضل حضوره في حفلات أقامها سكانها احتفاء من عودة المهاجرين من أوربا، من التوصل لفكرة تمكنه من القيام بمشروع استثماري انطلاقا من مشاكل المهاجرين المغاربة( السكن، التسوق، وسائل النقل، التغذية...) فتوصل إلى إمكانية السفر إلى فرنسا لتشييد عمارة، ومتجر في مكان إقامة المهاجرين المغاربة بعد بيع بعض أملاكه بأكادير، وبدء عمل جديد مبني على مبدأ "أغاراس أغاراس"، لكن قبل ذلك قام بدراسة كل الإمكانيات من أجل ملاءمة المشروع لرغبات المهاجرين.

أصبح يمر بالزبائن يسجل احتياجاتهم ويحرص في اقتنائها على توفر الجودة والثمن المنخفض، ويقوم بدفع ثمن البضائع نقدا مما حبب الموزعين في التعامل معه بل وأصبحوا يتصلون به من أجل اقتنائه بعض السلع قبل نفاذها...كانت طريقة عمله متقنة يحرص فيها على أن يربح نسبة معقولة وأيضا يربح معه بائع الجملة وكذا الزبون.

كان موم قد أنشأ متجرا في "جانفيلي" وتحول إلى توزيع الشاي الأخضر إضافة إلى باقي السلع، واستفاد من أخطاء المحتكرين الفرنسيين وعدم تمييزهم بين الشاي الأخضر والأسود، وبفضل خبرته في التجارة بالمغرب تفطن لمواطن الخلل.

قرر موم بسبب قلة كميات الشاي أن يطير إلى الصين لإقناع المسؤولين عن قطاع تصدير الشاي بتسليمه رخصة التصرف في حصة منه، وبعد مفاوضات مع المستثمرين الثلاث بفرنسا أصبح الحاج موم أقوى مستثمر في سوق الشاي، ثم توجه إلى تجارة أواني الشاي وبفعل المنافسة توجه هذه المرة إلى الهند للتعاقد مع شركة هناك وقدم لهم تصميمات خاصة لتلك الأواني ككؤوس البلار...كما اختار للأواني اسم"الراية" في تعبير عن العلم المغربي، وحتى يسرع العملية دفع ثمن البضاعة نقدا وفورا، ليوفر بفضل تفكيره الرزين وحكمته "التجارية" كل ما يتعلق بالشاي وأوانيه للمهاجرين المغاربة.

بعد الشاي توجه الحاج موم للاهتمام بمجال آخر تجلى في الخياطة لاسيما الزي الأمازيغي الذكوري والنسائي، وأنشأ معملا في مدينة ليون.

المستثمر العبقري ومبدع الأفكار لتنمية المناطق المنسية ، كان متشبثا بعاداته الأمازيغية كاللغة والزي وزيارة الأقارب والأهل، متواضعا في تعامله حتى مع أبرز الشخصيات التي كانت تتعامل معه أو تزوره في بيته، يحرص على تقديم الشاي واللوز وباقي مستلزمات الضيافة التي يعرف بها الأمازيغ.

آخر الأخبار