هكذا صمت شياطين الإنس عن الحق وضربوا صفحا عن انتقاد الـ"ماما" فرنسا

الكاتب : الجريدة24

02 يوليو 2023 - 10:15
الخط :

 

هشام رماح
مثل الشياطين الخرس صمت تجار الكلام من خونة الخارج والداخل، وكأن على رؤوسهم الطير.. فلا هم تنحنحوا ولا سمع لهم حس أو رِكز، وهم يرون الـ"ماما" فرنسا، التي يهيمون فيها عشقا، تقتل في حقوق الإنسان أمام العيان، بعدما ظلت تفتري على الناس كذبا.

لقد صمت أبو بكر الجامعي وفؤاد عبد المومني والمعطي "مون جيبي"، ومن يدور في فلك الخيانة، وتمترسوا خلف متراس الصمت، حتى تمر العاصفة التي تجتاح فرنسا، والتي جعلتها عارية بلا ملابس الكل ينظر إلى عورتها، وهي التي ظلت تتغنى بذودها عن حقوق الإنسان، وظل أبناؤها المندسين بين المغاربة، أو من فروا للخارج، يسوقونها مثالا يحتذى في هذا الشأن بمناسبة ودونها.

واختارت زمرة السوء من شياطين الإنس، أن تخرس بعدما توارت إلى الخلف، وهي التي جعلت من انتقاد المؤسسات الأمنية للمملكة نهجا لها، حتى ترضى عنهم الـ"ماما" التي رضعوا من ثديها، وورثوا منها جينات الحربائية والانتقائية، التي يتحرونها حاليا وهم واجمون بلا كلام يباركون ما قامت به الشرطة الفرنسية وتقوم به، في انتظار أن تنقشع الغمامة ويعودون مثلما عادت حليمة لعادتها القديمة.

ولم يسمع لهؤلاء ولو همسا أنهم يناصبون "ماماهم" فرنسا الغضب إزاء ما اقترفته في حق "نائل" الفتى الجزائري الذي راح ضحية عنصرية مقيتة وبائدة إلا عند الفرنسيين، وهم الذين لا يلوون على شيء غير غرز سيوف الغدر والخيانة في ظهر الوطن، كلما ضغط أسيادهم على زر التشغيل طلبا منهم ذلك.

ولأن أسيادهم الآن منشغلون بما يجري عندهم هناك عند الـ"ماما" فإن أبو بكر الجامعي وفؤاد عبد المومني والمعطي "مون جيبي" دخلوا السبات وهم يرون أن في الصمت "حكمة" تقيهم غضب الأسياد إذا ما هم فتحوا أفواههم أو نبسوا ببنت شفة، حول ما يجري هناك.

وبدا بارزا أن هذه الزمرة، لا تروم الحق وإحقاقه، بقدر ما هي مكلفة بمهمة واحدة وهي رفع يافطة الدفاع عن حقوق الإنسان الكونية، فقط متى تعلق الأمر بالمغرب، أما فرنسا فهم لا يستطيعون لومها ولو غمزا، لأنها من أرضعتهم وربتهم كما أنها أربت أرصدتهم البنكية نظير ما يفعلونه في حق الوطن الذي أبصروا النور فيه.

فهل ما اقترفته الشرطة الفرنسية في حق فتى مقبل على الحياة، يرضي أحدا؟ قطعا لا. لكن هناك من لا يستطيع أن يكون عاقا للـ"ماما"، ويتوسم أن تهدأ الزوبعة فيها، لينهضوا من سباتهم وينفضوا عنهم الوهن الذي أصابهم على حين غرة، وليطفقوا من جديد يقدمون الدروس حول دفاع عن الإنسان التي يجزؤونها ويجعلون من الدفع عنها مطية للاستزادة من عطايا الـ"ماما" التي تغدقها عليهم حتى يقضون حاجتها من المغرب.

آخر الأخبار