لا حديث بين المواطنين، خلال الفترة الأخيرة، سوى عن مخدر "البوفا"، بعد انتشاره بشكل كبير، في مختلف المدن المغربية، خاصة بين أوساط المراهقين والشباب.
وأصبح تجاره يبيعون هذا المخدر القاتل للشباب والمراهقين، ليطالب بذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشن حملة واسعة لوقف ظاهرة الإدمان على مخدر "البوفا"، خاصة في الأحياء الشعبية أو المؤسسات التعليمية.
ويتراوح سعر هذا السم القاتل الذي أصبح ينخر أجساد الشباب، ما بين 70 و100 درهما للغرام الواحد، حيث يؤدي بالشخص المدمن، لعدد من الأعراض كالحزن والهلوسة، والاكتئاب.
أمام هذا الوضع، شنت العناصر الأمنية، عدد من العمليات المكثفة بهدف تجفيف منابع تهريب وترويج مخدر البوفا، الذي حوّل حياة بعض الأشخاص إلى جحيم يومي يصعب الهروب منه.
وقامت مصالح ولاية أمن الدار البيضاء، أمس الخميس، عن توقيف 15 شخصا، من ضمنهم شخصان كانا يشكلان موضوع مذكرات بحث على الصعيد الوطني صادرة عن السلطات القضائية المختصة.
وقد أسفرت عمليات التفتيش المنجزة في إطار هذه القضايا عن حجز مجموعة من جرعات مخدر البوفا والكوكايين، فضلا عن حجز علب من مادة بيكاربونات الصوديوم وقنينات بلاستيكية تستعمل في إعداد واستهلاك مخدر البوفا وكذا حجز كمية من مخدر الشيرا وأسلحة بيضاء ومبلغ مالي يشتبه في كونه من عائدات هذا النشاط الإجرامي.
وفي المقابل، زارت الجريدة 24، في وقت سابق، مقر جمعية الأزهار الاجتماعية والثقافية "لا للقرقوبي"، وتحدثت إلى رئيسها عبد المجيد القاديري، الذي أوضح أن مخدر "البوفا" يعد من أخطر أنواع المخدرات التي غزت المملكة في الفترة الأخيرة، حيث تؤدي بالشخص المدمن، لعدد من الأعراض كالحزن والهلوسة، والاكتئاب الذي يؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار.
وأضاف القاديري، إن الجمعية منذ 20 سنة وهي تمارس التّحسيس والتّوعية، لكن من بين أصعب المخدّرات التي يواجهها المختصون هو منتوج “البوفا”، داعيا من الجهات المسؤولة إلى محاربة هذا المخدر، الذي أصبح ينتشر بالمملكة كالنار في الهشيم، ويباع بالقرب من المؤسسات التعليمية.
وأبرز المتحدث ذاته، أن المراهقين أو الشباب، ممكن أن يلجؤوا إلى الاجرام والسرقة، من أجل البحث عن الأموال لشراء هذا السم القاتل.
كما قال عبد اللطيف حسبان، أخصائي نفسي، في حديث سابق للجريدة 24، إن المدمنين يدخلون أنفسهم في نفق يصعب الخروج منه، في حالة عدم التحلي بالرغبة في الإقلاع عن هذا المخدر، من خلال اللجوء إلى مراكز معالجة الإدمان وتتبع الحصص باستمرار مع المختصين.
ودعا المتحدث ذاته، الحكومة والجمعيات إلى التدخل لحماية المراهقين والشباب من مخاطر مخدر "البوفا"، عبر وضع استراتيجية أقوى لمحاربة الإدمان والحد من انتشاره عبر ربوع المملكة.