خبراء يسلطون الضوء على واقع تشغيل الأطفال في المغرب

لا زالت مسألة تشغيل الأطفال بالمغرب، خاصة في المهن اليدوية، تثير قلق العديد من الجمعيات الحقوقية والمدنية، لتتعالى الأصوات بضرورة تدخل الحكومة لتفعيل المزيد من القوانين الصارمة، لضبط هذه الظاهرة والحد منها.
وعبرت عدد من الجمعيات الحقوقية، مؤخرا، عن امتعاضها من إقدام بعض الأسر المعوزة المتواجدة بالقرى، على إرسال أبنائها القاصرين إلى المدن، بغية الاشتغال، بدلا من استكمال الدراسة.
وسلطت مؤسسة الفقيه التطواني بالخميسات، يوم الجمعة الماضي، الضوء على واقع تشغيل الأطفال في المغرب، بعدما تعالت الأصوات بملاءمة القوانين والتشريعات الوطنية مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.
وقال سعيد السوكراتي، رئيس قسم التشريع ومعايير العمل، وممثل وزارة التشغيل والإدماج الاقتصادي والكفاءات، خلال أشغال الندوة، إن تشغيل الأطفال تعد ظاهرة عالمية، والجهات المسؤولة بالمملكة، تقوم بمجهودات كبيرة للحد من هذه الظاهرة.
وأكد السوكراتي أن القانون المغربي يمنع تشغيل أي طفل عمره أقل من 15 سنة، مبرزا أن الوقت الحالي أفضل من فترة التسعينات، التي شهدت ارتفاعا من ظاهرة الطفلات الخادمات.
فيما طالب أبوبكر الفقيه التطواني، رئيس المؤسسة، من الجهات المسؤولة بتشديد المراقبة على القطاع غير المهيكل، مضيفا أن 127 ألف طفل مغربي يشتغلون في ظروف قاسية تعرض حياتهم وصحتهم للخطر، وهذا الأمر يرسم صورة قاتمة لمستقبل أجيالنا القادمة.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الطفولة هي دعامة المستقبل وأمل البشرية في غد أفضل، لذا فإن الحكومة مطالبة بمحاربة الهدر المدرسي، مع توقيف الجهات التي تستغل الأطفال.
وأشار ذات المتحدث، إلى أن وزارة التربية الوطنية، سجلت ارتفاعا في عدد المنقطعين عن الدراسة بما يقارب 334 ألف و664 منقطعا ومنقطعة، وفق الاحصائيات الأخيرة، حيث يشكل الهدر في المستوى الإعدادي الحصة الكبرى بحوالي 55 في المائة.
وكانت المندوبية السامية للتخطيط، قد كشفت خلال شهر يونيو الماضي، بأن عدد الأطفال المشتغلين في المغرب يناهز 127 ألف طفل، وهو ما يمثل 1.6 في المائة من إجمالي الأطفال البالغ عددهم 7.6 ملايين.
وأبرزت المندوبية، أن نسبة الأطفال المشتغلين، تبلغ 3,3 في المائة بالوسط القروي بما يناهز 104 آلاف طفل، مقابل 0,5 في المائة بالوسط الحضري بـ23 ألف طفل.
وأضاف المصدر ذاته في تقريره، أن 81,5 في المائة من الأطفال المشتغلين هم من الذكور، و91 في المائة منهم من بين 15 و17 سنة، ويعيش 82 من المائة في المناطق القروية.