لماذا ابتلع عبد الإله بن كيران لسانه بعد اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء؟

سمير الحيفوفي
هل ابتلع عبد الإله بنكيران، أمين عام حب العدالة والتنمية عظما حتى يظل ساكتا صامتا، ولا يثمن الموقف الطبيعي لإسرائيل الذي عبرت عنه صراحة وهي تعترف بمغربية الصحراء؟ أم أن هكذا أمر وطني نزل بردا وسلاما على المغاربة لا يعنيه؟ أم أنه ينتظر وكعادته الفرصة حتى يعمد إلى ديدنه وإخوانه المتعلق بـ"التقلاز من تحت الجلابة"؟
وتحرى "عبد الإله بن كيران"، صمتا مريبا، بعدما أعلنت إسرائيل دعمها للمغرب والمغاربة في قضيتهم الأولى، وهو الأمر الذي جرى انتظاره منذ دجنبر 2020، حين جرى إحياء العلاقات مع إسرائيل خلال عهدة سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، وسلفه على رأس الأمانة العامة للـ"بيجيدي".
فهل ما حدث لم يسر البتة حزب "العدالة والتنمية" الذي حاول مرارا رتق بكارته، باللعب على ورقة "القومجية" والانتصار لـ"غزة" قبل "تازة"؟ الجواب بالإيجاب، قكعا، وإلا ما سر الصمت المطبق الذي يسود حاليا في صالون "عبد الإله بنكيران" والفراغ الذي يعم قنواته على وسائط التواصل الاجتماعي التي اعتاد ملأها بالزعيق في سفائف الأمور، بعيدا عن أهمها مثل الاصطفاف إلى جانب الوطن.
فأين الوطنية التي يتشدق بها "عبد الإله ابن كيران" وإخوانه، وهم يؤثرون الصمت، حينما رأوا إسرائيل تنفذ شق تعهداتها من إحياء العلاقات المغربية معها، في عهد سعد الدين العثماني؟ ويصرفون النظر عن تثمين ما ينتصر لهذا الوطن في قضية مصيرية، استنزفت الكثير من الجهد والوقت.
مما لا شك فيه، أن المغاربة أصبحوا يخبرون جيدا دواخل إخوان الـ"بيجيدي"، ويجمعون على حربائية وازدواجيتهم البراغماتية، ويلتئمون حول أن مواقفهم تتغير بتغير الأهواء والمطامع، فلا هم يقيمون وزنا للوطن ولا هم يحزنون.
ويبدو أن "عبد الإله بنكيران" وعشيرته الأقربين، لم يستوعبوا بعد إقرار المملكة الشريفة، أن علاقاتها مع إسرائيل لم ولن تكون على حساب القضية الفلسطينية، فهم وكلما ند عن أحد المتنطعين مثل "جبريل الرجوب" ما يضر بالوطن، يلتحفون لحاف الصمت، وينبروا آملين أنهم أقنعوا خصوم هذا الوطن بأنهم غير موالين له، وهو نفس الصمت الذي يختارونه في كل المواقف التي قد تتضح فيها نواياهم بلا لبس.