فن الفرجة: حلقة "مروض الأفاعي" ...انتزاع لقمة العيش من ملاعبة الأفاعي

الكاتب : الجريدة24

25 يوليو 2023 - 05:00
الخط :

أمينة المستاري

استطاعت الحلقة أن تحافظ على وجودها رغم التغيرات التي حدثت في المجتمع المغربي، فما زالت تستقطب الكثيرين، ممن تجدهم يتحلقون حول "الحلايقي" أو "لمحارفي" البارع سواء في فن الحكي والإيماء، التشخيص والسخرية...يتجولون من مدينة إلى أخرى بحثا عن "طرف الخبز"، يقفون الساعات وسط الحلقة لتقديم عروض يسعون من خلالها لإرضاء الجمهور.

ومن عروض الفرجة التي لا تكاد تخلو ساحة من ساحات المدن العتيقة، حلقة العيساوي "مروض الأفاعي" الذي يعانقها، ويقبلها ويغني لها معرضا نفسه أحيانا لغدرها.

حلقة العيساوي متميزة  تثير استغربا الزوار وخاصة السياح، تعود لعقود طويلة توارثها أبا عن جد، فهو متميز في عروضه، ولا يمكن لأي كان أن يحل محله في حرفته، فلا تكاد الحلقة تخلو منهم، فهم ينتزعون لقمتهم من ملاعبة الأفاعي والثعابين الخطرة التي قد تصبح سببا في نهايتهم.

أبطال حلقة مروض الأفاعي هم العيساوي ومساعديه وغالبا ما يكونان من أقربائه أو أبنائه، يقوم أحدهما بالعزف على الناي والآخر بالضرب على البندير، ثم الثعابين بأنواعها "بوسكا"، "مولات الكرينات"، "الصياد" ...وغالبا ما يكون العيساوي المروض ذا شعر طويل أشعث أو يرتدي طربوشا أحمر أو عمامة، ويلبس عباءة واسعة أو جلبابا، يقوم بافتراش الأرض ويضع أمامه كل مستلزمات العرض، وبعد أن ينجح في استقطاب الجمهور بالموسيقى العيساوية، يخرج من صرة يعقدها بإحكام الثعبان أو الثعابين، ليبدأ عرضه بالرقص والحديث معها، يراقصها أمام الجميع المبهور والخائف أحيانا، ويستعرض مهاراته في رفعها أمام وجهه ليراقصها بحركات من رأسه ويخرج لسانه في تقليد وتناغم مع حركاتها.

يحرص "العيساوي" أثناء عرضه على ألا يصاب أحد من الجمهور بلدغة من الأفاعي التي يروضها، فهو يحرص على تغذيتها، ويفضل عدم تقديمها في العروض أثناء فترة تزاوجها.

يبحث العيساوي عن لقمة عيشه بين أنياب الأفاعي، ويغامر بحياته في كل دقيقة سواء أثناء صيده لها أو قيامه بالعرض أمام الجمهور، لكنه يؤكد أنه ورث "البركة" من أجداده الرحاليين، فهي حرفته والأفاعي بمثابة أفراد من العائلة، يحرص على تغديتها وتوفير الجو المناسب لعيشها ليتمكن من ضمان عيش أسرته.

آخر الأخبار