حقائق تكشف وعدا جزائريا لإسرائيل بفتح أكبر سفارة للـ"كابرانات" في "تل أبيب"

هشام رماح
خلافا لما يبديه النظام العسكري الجزائري الحربائي من ممانعة لإسرائيل، فإنه يضمر في نفسه عشقا كبيرا لها، وقد سبق للرئيس السابق للجارة الشرقية، أن خطب ودها في 1999، وبعد ذلك، وقد وعدها بفتح أكبر سفارة للجزائر في قلب "تل أبيب"، لكنه اشترط حتى لا يبدو أنه "منافق أفّاق" أن تعترف إسرائيل بما وصفها بـ"حقوق الشعب الفلسطيني"، حتى تمر الصفقة بسلام.
وبعد البلاغ الذي نشرته الخارجية الجزائرية، الأسبوع المنصرم، والذي هاجمت فيه اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، ظهرت بعض الحقائق التي كانت مغيَّبة عن الجميع، وفق ما نشرته مجلة "Jeune Afrique" الفرنسية، أمس الاثنين 24 يوليوز 2023، والتي نبشت في تاريخ العلاقات الجزائرية الإسرائيلية بما يفضح ازدواجية مواقف نظام الـ"كاربانات"، الذين كانا سباقين لمحاولة التطبيع مع إسرائيل دون جدوى.
ووفق المجلة الفرنسية فإن النظام العسكري الجزائري تودد كثيرا لإسرائيل وطلبت التطبيع معها مرارا، وقد وجد "عبد العزيز بوتفليقة"، الرئيس الجزائري السابق، في جنازة الملك المغفور له الحسن الثاني، في 1999، فرصة سانحة للإعراب عن ذلك لفائدة "إيهود باراك" رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك.
ووفق "Jeune Afrique" فإن "عبد العزيز بوتفليقة"، الذي كان خلف حينها "ليامين زروال" بادر "إيهود باراك" بالقول خلال جلسة جمعت بينهما، على هامش جنازة الملك الراحل الحسن الثاني، ودامت سبع دقائق فقط إنه مستعد لفتح أكبر سفارة للجزائر في "تل أبيب"، قبل أن يحيله على أن المقابل الذي يطلبه هو إبداء إسرائيل اعترافا بحقوق الشعب الفلسطيني، حتى لا تنفضح حربائية مواقف الجزائر، لكن إسرائيل رفضت العرض.
نفس المجلة، كشفت أيضا، بأن اليأس لم يتسرب إلى "عبد العزيز بوتفليقة"، ليلتئم في لقاء خر انعقد سرا مع "شمعون بيريز"، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، خلال زيارة الأول لباريس أثناء عهدته الأولى، محيلة على أن الترتيب لهذا اللقاء تم من طرف جراح فرنسي إسرائيلي، وأن خلاله تم التوافق على عدة أمور بين البلدين في انتظار أن يتحقق التقارب الكلي بينهما.
وتكشف الحقائق التي أعلنتها المجلة الفرنسية، أن النظام العسكري الجزائري ظل يحث السعي للتقرب من إسرائيل بعيدا عن المزايدات التي انبرى لها مؤخرا، بعدما رأى من الدبلوماسية المغربية ما لا يسره، ليؤثر اللعب بورقة "القومجية" و"الممانعة" ضد إسرائيل لعله يشفي غليله من المملكة الشريفة، التي استطاعت الظفر، في دجنبر 2020، باعتراف رسمي من لدن الولايات المتحدة الأمريكية، بمغربية الصحراء قبل أن تليها إسرائيل في يوليوز 2023.
ونشرت المجلة الفرنسية الذائعة الصيت، الحقائق التي ظلت الجزائر تمني النفس بمداراتها عن الجميع، وهي تتشدق بالشعارات الفارغة وتلتحف الغوغائية الجوفاء، منذ أن بدا لها أن البساط سحب من تحتها وبأن مخططها لتمزيق المغرب، فشل بعدما تمنعت إسرائيل عن مد يدها للنظام العسكري قبل ما يزيد عن 24 سنة، رغم هيام الـ"كابرانات" بإسرائيل.