انقلاب النيجر يدق آخر مسمار في نعش حلم الجزائر في مضايقة أنبوب الغاز المغربي النيجيري

هشام رماح
تأبى الأحداث التي تشهدها جنبات الجزائر إلا أن تجعل أحلام الـ"كابرانات" المتحكمين فيها تتلاشى أمام أعينهم، فكما منَّ هؤلاء النفس بمضايقة المغرب ومحاولة استدراج نيجيريا لإنشاء ما أطلقوا عليه "خط أنابيب الغاز العابر للصحراء"، فإن الانقلاب الذي حدث أمس الأربعاء، في النيجر ودعمه الجيش اليوم الخميس يدق آخر مسمار في نعش أحلام النظام العسكري المارق.
وفيما سبق وصرفت نيجيريا النظر عن المشروع المعروف بـ"NIGAL" الذي حاولت من خلاله الجزائر سحب البساط من تحت المملكة المغربية التي وضعت اليد في يد نيجيريا و11 دولة أخرى، فإن عزل الجيش لـ"محمد بازوم"، رئيس النيجر من منصبه أمس الأربعاء، يؤكد على أن مشروع الجزائر الذي صدعت به الدنيا قد انتهى تماما.
وكانت قيادة الجيش في النيجر، بقيادة عبده صدّيق عيسى"، رئيس الأركان، أعلنت اليوم الخميس، تأييدها لقوات "الدفاع والأمن" التي عزلت الرئيس "محمد بازوم"، وحذرت من أي تدخل خارجي قد يخرج البلاد عن السيطرة ويودي بها للهاوية، وهو ما ينذر بدوام الصراع في النيجر بما يجعل البلاد غير مستقرة وغير مؤهلة لاحتضان أي أنبوب غاز قادم من نيجيريا.
وفيما أبدت الجزائر دعمها للرئيس "محمد بازوم" فإن الـ"كابرانات" وضعوا أياديهم على قلوبهم، وهم يرون أحلامهم تذروها الرياح بعدما راهنوا على "النيجر" كبلد عبور لأنبوب الغاز الذي حاولوا إقناع نيجيريا بإنشائه معهم من أجل تصدير الغاز نحو أوربا، بعدما كشفت الاضطرابات التي عرفتها النيجر والانقلاب على رئيسها أن رهان الجزائر على "NIGAL" خاسر بشكل قطعي. وسبق للنظام الجزائري مباشرة عدة مناورات للتضييق على أنبوب الغاز المغربي النيجيري، الذي يرتقب بلوغ طوله أكثر من 5 آلاف و600 كيلومتر، ليكون بذلك أكبر خط أنابيب بحري في العالم بمجرد اكتماله، بمجموع استثمارات تفوق 25 مليار دولار. وسيمر أنبوب الغاز المغربي النيجيري عبر 11 دولة وهي "بنين" و"توغو" و"غانا" و"ساحل العاج" و"ليبيريا" و"سيراليون" و"غينيا" و"غينيا بيساو" و"غامبيا" و"السنغال" و"موريتانيا" وصولا إلى المملكة المغربية ومن ثمة إلى أوربا، إذ يرتقب أن ينقل سنويا قرابة 30 مليار متر مكعب سنويًا، من الغاز الطبيعي.