مطالب برلمانية بتدخل الحكومة لوقف مخدر “البوفا”

لا حديث بين المواطنين، خلال الفترة الأخيرة، سوى عن مخدر "البوفا"، بعد انتشاره بشكل كبير، في مختلف المدن المغربية، خاصة بين أوساط المراهقين والشباب.
وأصبح تجاره يبيعون هذا المخدر القاتل للشباب والمراهقين، ليطالب بذلك رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بشن حملة واسعة لوقف ظاهرة الإدمان على مخدر "البوفا"، خاصة في الأحياء الشعبية أو المؤسسات التعليمية.
ويتراوح سعر هذا السم القاتل الذي أصبح ينخر أجساد الشباب، ما بين 70 و100 درهما للغرام الواحد، حيث يؤدي بالشخص المدمن، لعدد من الأعراض كالحزن والهلوسة، والاكتئاب.
وفي هذا الصدد، وجه رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مفاده أن هذا المخدر الجديد، والذي يُعتبر من أخطر المخدرات، بات يغزو عدداً من أحياء بعض مدننا، ولا سيما الأحياء الهامشية والفقيرة، وذلك بسبب سعره المنخفض وسرعة الإدمان عليه”.
وأكد حموني ضمن سؤاله، أن انتشار هذا النوع الجديد والبالغ الخطورة، من المخدرات، صار يشكل خطرا أكبر على حاضر ومستقبل كل من وقع في إدمانه”.
وتساءل النائب البرلماني، عن الإجراءات التي تتخذها وزارة الداخلية، من أجل الحد من انتشار وتوزيع وتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية ومحاربتها، بكل أنواعها، وعلى رأسها مخدر “البوفا”.
من جانبها، قالت فاطمة التامني النائبة البرلمانية عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ضمن سؤال كتابي، إن تصريحات عدد من الأشخاص المدمنين على هذا المخدر، تفيد أنهم يواجهون صعوبات في التحكم في أنفسهم، وأيضا في محاولة التخلص من الإدمان، وهو الأمر الذي يُنذر بمشاكل اجتماعية خطيرة داخل المجتمع.
وساءلت النائبة، ضمن سؤال كتابي، عن التدابير والإجراءات المستعجلة التي تعتزم الحكومة القيام بها من النواحي الأمنية والحمائية والعلاجية وكذا التحسيسية، للتصدي لترويج هذا المخدر.
وفي المقابل، زارت الجريدة 24، في وقت سابق، مقر جمعية الأزهار الاجتماعية والثقافية "لا للقرقوبي"، وتحدثت إلى رئيسها عبد المجيد القاديري، الذي أوضح أن مخدر "البوفا" يعد من أخطر أنواع المخدرات التي غزت المملكة في الفترة الأخيرة، حيث تؤدي بالشخص المدمن، لعدد من الأعراض كالحزن والهلوسة، والاكتئاب الذي يؤدي أحيانا كثيرة إلى الانتحار.
وأضاف القاديري، إن الجمعية منذ 20 سنة وهي تمارس التّحسيس والتّوعية، لكن من بين أصعب المخدّرات التي يواجهها المختصون هو منتوج “البوفا”، داعيا من الجهات المسؤولة إلى محاربة هذا المخدر، الذي أصبح ينتشر بالمملكة كالنار في الهشيم، ويباع بالقرب من المؤسسات التعليمية.
وأبرز المتحدث ذاته، أن المراهقين أو الشباب، ممكن أن يلجؤوا إلى الاجرام والسرقة، من أجل البحث عن الأموال لشراء هذا السم القاتل.
كما قال عبد اللطيف حسبان، أخصائي نفسي، في حديث سابق للجريدة 24، إن المدمنين يدخلون أنفسهم في نفق يصعب الخروج منه، في حالة عدم التحلي بالرغبة في الإقلاع عن هذا المخدر، من خلال اللجوء إلى مراكز معالجة الإدمان وتتبع الحصص باستمرار مع المختصين.
ودعا المتحدث ذاته، الحكومة والجمعيات إلى التدخل لحماية المراهقين والشباب من مخاطر مخدر "البوفا"، عبر وضع استراتيجية أقوى لمحاربة الإدمان والحد من انتشاره عبر ربوع المملكة.