"فرانس 24" والكراغلة.. "مني كيتضاربو الكلاب عند رَجْلين الطلاب"

سمير الحيفوفي
"تضاربو الكلاب عند رَجْلين الطلاَّب".. هكذا يدرج المغاربة في أحد أمثالهم، وهو يصدق على ما يجري بين وكالة الأنباء الجزائرية وقناة "فرانس 24"، إذ لم تستطع القناة الفرنسية كبح نفسها عن الرد على الأولى التي وصفتها بـ"القناة الحثالة".
وفيما انفرط الود بين "الكراغلة" والإعلام الفرنسي الناطق باسم الدولة العميقة هناك، فإن الطرفان استلا ما استطاعا من الأوصاف القدحية ليتراشقا فيما بينهما، فكما أن أبواق العسكر وصفت "فرانس 24" بالقناة الحثالة التي تتحرى عملا شيطانيا، ردت الأخيرة بالقول إن في هكذا استخدام للشتائم والإهانات لا يعدو كونه أمورا سخيفة.
وكانت وكالة الأنباء الجزائرية دبجت قصاصة هاجمت فيها قناة "فرانس 24" ومعالجتها للحرائق التي تلتهم الجزائر، بعدما ساقت شهادات جزائريين يعانون تحت النار بسبب ضعف السلطات الجزائرية عن مجابهة هذه الآفة الموسمية، وانصرافها لدعم انفصاليي "بوليساريو" بدل إعداد العدة لتجاوز هذه الفترة الصيفية العصيبة.
وردت "فرانس 24" على وكالة الأنباء الجزائرية المعروفة اختصارا بـ"APS"، بعدما ساءها أن ترى سوء المنقلب الذي آلت إليه وهي التي ظلت تمجد الكراغلة وتذكي نعراتهم ضد المغرب طمعا في ليِّ ذراعه، خدمة لفرنسا العميقة، ولكل فائدة مرجوة هذا هو رد القناة الفرنسية كما جاء غير معدل.
"مقال عنيف للغاية لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية APS يوجه انتقادات جسيمة إلى فرانس24 وتغطيتها للحرائق التي ضربت حوض البحر الأبيض المتوسط. في هذا الإطار، تزعم الوكالة المذكورة بأن فرانس24 تخص الجزائر بتغطية فيها تحامل و"شيطانية".
نشبت حرائق في كل حوض البحر الأبيض المتوسط، وفرانس24 غطتها من دون أي معالجة حصرية، وخاصة بفضل مراسليها في اليونان وصقلية في الأيام الماضية. الحرائق في الجزائر لم تكن لها أي تغطية خاصة.
فرانس24 كغيرها من وسائل الإعلام تغطي هذه الأحداث كما وردت.
وإطلاق استنتاجات سياسية لا أساس لها ما هو إلا تحليلات غير عقلانية ومخالفة للمنطق السليم.
كلام الوكالة الجزائرية التشهيري والمبالغ فيه، واستخدام الشتائم والإهانات، أمور سخيفة، ولا سيما عند الحديث عن تغطية كوارث طبيعية مأساوية ومؤلمة.
إن القناة تعبر عن تعاطفها مع الضحايا أيا كانوا. والتجاوز الموجود في هذا النص يعيب من كتبوه.
فرانس24 ستواصل من جهتها تغطية الأخبار في العالم بكل مهنية".
فعلا إنه سوء المنقلب بين خصوم المملكة الشريفة.