حينما يوحد كره الوطن بين "العدل والإحسان" والمطبعين مع حرق المصحف الشريف

سمير الحيفوفي
أي نعم إن أعداء الوطن من الداخل يلتئمون ضده في كل حين، ولا يهمهم اختلاف واختلاط القبعات التي يعتمرونها، فكما أن أقصى اليسار يلتئم وأقصى اليمين، طمعا في تنزيل أجندة العداء التي رسمتها لهم جهات خارجية أو شيوخ تحت الثرى، فإن ما لا يقبله العقل أن ينعقد هذا التحالف الشيطاني ضد القرآن الكريم، وأن يمتد إلى الاحتفاء باللاجيء العراقي في السويد الذي أحرق المصحف الشريف، والعمل على نشر حوار له على قناة "ريفيزيون" التي يلتئم فيها سقط المتاع جميعا.
أي نعم إن جماعة الشيخ عبد السلام ياسين والأذناب الذين تركهم في الحياة الدنيا يدعون منافحتهم عن الإسلام والذود عن القرآن الكريم، إلا أنهم هذه المرة لم يستطيعوا النبس ببنت شفة، ضد القناة التي تجرأت بإيعاز من المعطي منجب وفؤاد عبد المومني، على نشر حوار مع المارق الفاسق الذي تعدى حدود الله وحرق المصحف الشريف طمعا في إقامة دائمة بدولة السويد.
ويبدو أن نشر الحوار في "ريفيزيون" والذي تم سحبه فيما بعد لم يحرك في مريدي "العدل والإحسان" شعرة، ولم يوقظ فيهم النخوة التي خبت تحت حكم الشيوخ، فلا هؤلاء تكلموا أو شجبوا ولا المريدين انصاعوا ليحدثوا شرخا في قلب الجماعة التي ظهر أنها ليست على حق وأن بينتها في الدفاع عن الدين ومقاصده واهية. فلماذا هذا الصمت المريب خارج الجماعة واللغط الدائر داخلها، بسبب الحوار مع اللاجيء العراقي المذموم؟
القضية وما في تفاصيلها يحل على أن جماعة "العدل والإحسان" إنما ترتبط بقناة "ريفيزيون" بحلف مضمر يجعل من الأخيرة منصة لتمرير مرامي الجماعة وترجمة أجندة الشيخ الكبير والشيوخ الدائرين به من المتحكمين في عقول القاصرين فيها، ولعل حضور عمر إحرشان عضو الدائرة السياسية الضيقة فيها عبر برنامج "المغرب في أسبوع" يحيل على هذا الحلف الشيطاني والرجس المبرم ضد كل ما يخالف أهواء الجماعة ولو جعلها تضع يدها في أيادي بقايا الرفاق الذين يقتاتون على الأموال التي يتلقونها من الخارج لخدمة أجندات معروفة.
لقد صمت عمر إحرشان وسكت عن الحق معه باقي "رموز" جماعة "العدل والإحسان" وفي السكوت عن الحق إحالة على نوعية الشياطين الخرس التي تؤثث فضاء جماعة مارقة لا يهمها إلا تصريف أجنداتها ضد الوطن ولو كان ذلك على ظهر المصحف الشريف والعياذ بالله، مثلما أطبق كل هؤلاء أفواههم عما اقترفته قناة "ريفيزيون" وهي تطبع مع المتعدي الأشِر الذي تجرأ وتجاسر على القرآن الكريم، ووجد من يشجعه على ذلك مثل المعطي منجب وفؤاد عبد المومني، اللذان لهما اليد الطولى في القناة المارقة التي وجدت في معاندة الموقف الذي أعلنته المملكة المغربية في هذا الصدد فرصة ولو على حساب القرآن الكريم.
وبالفعل لا غرو بأن ما يجمع بين "العدل والإحسان" ويؤلف بين قلوب الشيوخ والمريدين فيها ليس حب الإيمان ولا السعي إلى مرتبة الإحسان، بقدر ما يجمع بينهم كره الوطن، وتصريف البغضاء المعتملة في صدورهم ضده، ولتحقيق ذلك فهم لا يمانعون توثيق العروة بينهم والسفلة الذين هللوا لحرق القرآن الكريم مثل المعطي منجب وفؤاد عبد المومني وحوارييهم، فما دام الجميع يوحدهم كره الوطن فلا هم يبالون بالذود عن المصحف الشريف ولا هم يحزنون.. لماذا؟ لأنهم جميعا أفَّاقون منافقون في غيهم وفي بحر حقدهم على المغرب يسبحون.
فاللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.