لهذه الأسباب تمثل دول الساحل الإفريقي معتركا للقوى العظمى

الكاتب : الجريدة24

11 أغسطس 2023 - 04:24
الخط :

سمير الحيفوفي

قال رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، إن دول الساحل الإفريقي تمثل مصادر هامة للطاقة وهو واقع يجعلها معتركا بين دول الاتحاد الأوروبي والدول الكبرى مثل روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة التي تتصارع من أجل تنفيذ برامجها، لما تتمتع به من موارد طاقية لم تستغل بعد.

ووفق المتحدث مع "الجريدة 24" فقد أصبح التنافس بين القوى العظمى منصبا حول الظفر بالقسط الأكبر من هذه المصادر وتأمين التزود بالطاقة انشغالا لمختلف القوى الدولية التقليدية منها والصاعدة، خاصة أن هذه الثروات لا تخضع لسيطرة سلطة مركزية قوية.

ولفت رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، الانتباه إلى أن الانقلابات المتتالية التي تعرفها المنطقة تندرج ضمن ما يصطلح عليه بـ"معركة الطاقة" التي نشبت منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وفيما ظل موضوع الطاقة الهم الأكبر الذي يشغل الدول الأوروبية، وذلك لاعتمادها الكبير على الغاز الروسي من أجل التدفئة، لدرجة تحول معها ملف الطاقة إلى حرب بين روسيا والدول الأوروبية داخل الحرب الكبرى، فإن حرب الطاقة اتسع نطاقها رويدا رويدا حتى بات يشمل حاليا القارة الإفريقية.

وأفاد المتحدث مع "الجريدة 24" بأن الانقلاب بالنيجر هو محاولة لتشديد الخناق على أوروبا، في شأن إنتاج الكهرباء، إذ أن المتضرر الأول هي فرنسا التي تعتمد على اليورانيوم في الإنتاج النووي للكهرباء، والنيجر هي ثاني أكبر مزود لدول الاتحاد الأوروبي بعد كازاخستان، من اليورانيوم، مما ينذر بارتفاع اسعاره وبالتالي ارتفاع تكلفة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية.

وأشار الأستاذ الجامعي ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية إلى أن النيجر هي مزود رئيسي لفرنسا بـ 17 في المائة، من اليورانيوم لتوليد الكهرباء في محطاتها النووية، كما أنه من شأن هذا الانقلاب القضاء على آمال الأوروبيين في التخلص من التبعية الطاقية لروسيا.

أيضا يرى الدكتور رشيد لزرق بأن انقلاب الأوضاع في الساحل والصحراء يهدد باضطراب في حصة نيجيريا ذات الإنتاج النفطي الكبير، وغانا وساحل العاج، الواعدتين في إنتاج النفط، إذا ما اتسعت رقعة الحرب لتطال البنى التحتية ومصادر التمويل، مما ينذر بارتفاع أسعار الطاقة ومعه ارتفاع التضخم بالتبعية، والذي عجزت  أوروبا على كبح جماحه.

آخر الأخبار