ساركوزي: فرنسا تبتعد عن المغرب بمحاولة المصالحة مع نظام عسكري فاشل فاقد للشرعية

هشام رماح

"إننا نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر، التي يبحث نظامها عن تبرير إخفاقاته وافتقاره للشرعية، ونحن بذلك نفقد ثقة المغرب"، هكذا قال "نيكولا ساركوزي"، الرئيس الفرنسي الأسبق معلقا على الأوضاع الحالية بين المغرب وفرنسا من جهة والثانية والجزائر من جهة أخرى، خلال حوار له مع صحيفة "لوفيغارو".

وضع الرئيس الفرنسي الأسبق واقع العلاقات الدبلوماسية المغربية الفرنسية تحت المجهر، وقد أعرب عن عميق قلقه من تأثير محاولة فرنسا ترتيب مصالحة مع الجزائر على حساب المملكة المغربية، قائلا إن "هذا التوجه يبعدنا عن المغرب، نحن نجازف بخسارة كل شيء، لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب".

ووفق "ساركوز" فإن "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي الحالي، حاول بناء "صداقة مصطنعة" مع الجزائر التي يستخدم نظامها فرنسا من أجل "تبرير إخفاقاته وافتقاده للشرعية"، محيلا على أن سلطات الجزائر سترفض على الدوام "التصالح"، وأنها فقط بأمس الحاجة "لتحويل الانتباه عن فشلها".

"نيكولا ساركوزي"، وبعدما أعلن عن نشر كتابه الثالث، الذي يروي فيه تفاصيل نهاية ولايته الرئاسية من 2009 إلى 2011، أوجد مناسبة لـ"لوفيغارو" لتحاوره، فكان الحوار عبارة عن تشخيص واقعي لما يجري في فرنسا وعلاقاتها مع الخارج خاصة المغرب والجزائر، تحت حكم رئيس قال إنه يتوهم كونه "الرجل المناسب في المكان المناسب".

وأبدى "نيكولا ساركوزي" معارضة شديدة لسياسة "إيمانويل ماكرون"، بشأن إدارته للمرحلة التي اتسمت بطغيان أعمال الشغب التي عاشتها فرنسا على إثر قتل المراهق الجزائري نائل على يد رجل شرطة، وقد أكد على أنه لم يتفاجأ البتة من الطريقة التي تعامل بها "إيمانويل ماكرون" مع الأزمة، مشيرا إلى أنه ورغم دعمه له خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلا أن ذلك لن يحول دونه وانتقاده، قائلا "يعتقد إيمانويل ماكرون أنه رجل المرحلة، لكنني أعارضه بشدة في هذا الاعتقاد".