ساركوزي: محمد السادس جعل المملكة جزيرة مستقرة في بحر هائج

الكاتب : الجريدة24

26 أغسطس 2023 - 03:00
الخط :

هشام رماح

تناول "نيكولا ساركوزي" الرئيس الفرنسي السابق، في كتابه "زمن المعارك" مدى إعجابه وتقديره للملك محمد السادس، كما أشاد من خلاله بالرؤية الحصيفة وحكمة ملك استطاع أن يعبر بسفينة المغرب عواصف "الربيع العربي" نحو شط الأمان، كما أثنى على التطور الكبير الذي شهدته المملكة بشكل جعل المغاربة يفتقرون لأي شيء قد يحسدون الفرنسيين عليه، داعيا الرئيس الفرنسي إلى مغادرة منطقة الظل والاعتراف بمغربية الصحراء.

"الجريدة 24" ونقلا عن نشرة "Maghreb Intelligence" تنشر مقاطعا مما جاء في كتاب الرئيس الفرنسي السابق.

ساكوزي: الملك محمد السادس واحد من أعظم ملوك المغرب

شهادة "نيكولا ساركوزي"، كواحد من الرؤساء الذين بصموا تاريخ فرنسا، في حق المغرب وملكه محمد السادس، لا تشوبها شائبة، وقد ضمنها في مقاطع في كتابه الجديد "زمن المعارك" (Le Temps des Combats)، وقد امتدح الملك محمد السادس قائلا "بلا شك فإن التاريخ سيدرج الملك محمد السادس كواحد من أعظم الملوك المغاربة، وإرثه سيكون أكثر غنى من إرث والده المرحوم الحسن الثاني".

وأضاف "نيكولا ساركوزي" في كتابه الصادر عن دار "فايارد"، إن الملك محمد السادس، ملك متشبث بالديمقراطية وصون الحريات، محيلا على لقاء مطول جمعه مع عاهل البلاد الذي عبر فيه صراحة عن رغبته في خلق تحول ديمقراطي وتحديث المغرب، مستشهدا على ذلك بالإشارة إلى أن الملك محمد السادس "كان يفكر في إصلاح الدستور، وهو ما ترتب عنه دستور 2011، الذي جعل المملكة المغربية من بين جميع البلدان العربية التي لم تشهد ما يعرف بـ"الربيع العربي".

ووصف "نيكولا ساركوزي" الملك محمد السادس، بكونه ملكا استراتيجيا ذو رؤية حصيفة، مؤكدا على ذلك بما وصفها بمسألة "الإخوان المسلمين" يقصد "المد الإسلاموي"، وقد قال بشأن ذلك "لقد كانت رؤيته جريئة ونافذة البصيرة، فإذا فازوا في الانتخابات التشريعية، فسوف أقوم بتعيين واحد منهم رئيسا للحكومة، وقد أوضح الملك محمد السادس، للرئيس الفرنسي آنذاك، أنه من الأفضل أن يواجهوا حقائق السلطة، بدلا من تقديمهم شهداء من خلال زجهم في السجو. إنها خطوة عبقرية".

وفيما اعترف نيكولا ساركوزي" بأن الشكوك ساورته إزاء الرؤية الملكية، إلا أنه وبعد سنوات قليلة فاز "الإخوان المسلمون" (حزب العدالة والتنمية) بأقل من 10 في المائة، من أصوات المغاربة،  لقد فاز الرهان الملكي. وكان الوحيد الذي فعل ذلك. لقد أثبتت الحقائق أنه على حق"، وهو الأمر الذي أوردها الرئيس الفرنسي السابق متعجبا.

ساركوزي: علينا كفرنسيين أن نعيد النظر في التزامنا تجاه أشقائنا المغاربة

أنحى "نيكولا ساركوزي" باللائمة على سوء النوايا التي تستبد بالنخب السياسية والإعلامية في فرنسا تجاه المغرب وملكه محمد السادس، وقد قال "في فرنسا، إننا لا نعي بالشكل الكافي، احتمالات أن يكون لدى المغرب ملك مثل محمد السادس. فهو حصن ضد التعصب والمتطرفين. وهو أحد الزعماء المسلمين القلائل الملتزمين بإخلاص بالنضال من أجل تطوير حياة ديمقراطية حقيقية في بلاده. إن واجبنا كفرنسيين وكذلك من مصلحتنا هو مساعدة المغرب بشكل أكبر، وهذه صعوبة إضافية، لأن المملكة المغربية تفتقر إلى ثروة المواد الخام التي تمتلكها جارتها الجزائر".

وأضاف الرئيس الفرنسي السابق، "ينبغي على فرنسا الآن أن تتخذ موقفا واضحا لصالح مغربية الصحراء، فهذه القضية محورية بالنسبة للمصالح الاستراتيجية للمغرب"، قبل أن يسترسل في تقديم النصح للرئيس الفرنسي الحالي "إيمانويل ماكرون"، قائلا إن "معرفة كيفية اختيار أصدقائك، وعدم الخوف من إثارة غضب أولئك الذين هم أقل أصدقاء، وتبني منظور طويل الأجل، والاعتماد على التاريخ المشترك، هو ما ينبغي أن يكون عليه الحال"، ثم أردف "إن كان هناك مجال واحد في الدبلوماسية الفرنسية يستحق إعادة النظر فيه، فهو التزامنا تجاه أشقائنا المغاربة".

ساركوزي: المغرب جزيرة للاستقرار الديمقراطي في عالم متأزم ومنقسم

ومن ضمن المقاطع التي تناول فيها "نيكولا ساركوزي"، الرئيس الفرنسي السابق علاقته بالمملكة المغربية، حينما كان ساكنا لقصر الـ"إيليزي" في كتابه "زمن المعارك" ما أورده حول إقامته في الإقامة الملكية بمدينة مراكش، بدعوة من الملك محمد السادس. وقد قال إنه ليس مستعدا أبدا لنسيان هذه الإقامة.

وعبر "نيكولا ساركوزي" عن مشاعره الجياشة تجاه المملكة الشريفة قائلا "لقد أحببت المغرب دائما. ومن بين دول شمال أفريقيا الثلاث، فهو الأقرب إلينا. كما أنه البلد الوحيد أيضا الذي عرف كيف يهضم ماضينا المشترك بسلام دون أن نشعر بأدنى مرارة أو أدنى استياء منه. الفارق بينه والجزائر لافت للنظر. ولم تكن هناك حرب بين بلدينا. هذا مهم في تاريخنا المشترك".

وشرح "نيكولا ساركوزي" في الكتاب الذي جاء على شكل مذكرات في شقها الثالث، أن "المغرب بلد شقيق. إنه مساو لفرنسا ويجب اعتباره الآن كذلك. لقد أصبحت المملكة قوة أفريقية عظمى. رجال الأعمال فيها، ومثقفوها، وفنانوها، ونخبها ليس لديهم ما يحسدوننا عليه".

واعتبر "نيكولا ساركوزي" أن "المملكة المغربية، اليوم، تعد جزيرة للاستقرار الديمقراطي ضمن عالم إسلامي يمر بأزمات وانقسامات متعددة. كما أن شخصية محمد السادس فريدة من نوعها في عالم الرؤساء المتوجين ورؤساء الدول. إنه رجل لم أتوقف أبدًا عن الإعجاب والاحترام".

آخر الأخبار