هل يؤثر انقلاب الغابون على العلاقات بالمملكة؟

الكاتب : انس شريد

30 أغسطس 2023 - 10:00
الخط :

شهدت الغابون، صباح اليوم الأربعاء، انقلابا عسكريا، بسبب النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي، وأسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس "علي بونغو أوديمبا"، بنسبة 64,27 في المائة من أصوات الناخبين.

وفي أول تفاعل من المملكة المغربية بعد الانقلاب، أكد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الأربعاء، أن المملكة تتابع عن كثب تطور الوضع في الجمهورية الغابونية.

وأضاف البلاغ، إن المملكة المغربية تؤكد على أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة ساكنته”.

وأوضحت الوزارة أن “المغرب يثق في حكمة الأمة الغابونية، وقواها الحية ومؤسساتها الوطنية، للسير قدما نحو أفق يتيح العمل من أجل المصلحة العليا للبلد، وصون المكتسبات التي تحققت والاستجابة لتطلعات الشعب الغابوني الشقيق”.

وفي هذا الصدد، قال الخبير في العلاقات الدولية أحمد نور الدين، في حديثه للجريدة 24، إن ما جرى في الغابون يعتبر هو الثامن من نوعه داخل إفريقيا خلال سنتين، وهي مدة زمنية قصيرة نسبيا، معتبرا أن هذا الأمر يوحي بأن هناك ترابطا مباشرا او غير مباشر بين هذه الانقلابات.

وأكد أحمد نور الدين، أن غياب الديمقراطية الحقيقية في معظم الحالات أدى إلى حدوث عدد من الانقلابات، بهدف إزاحة رؤساء فرضوا أنفسهم ثلاث انتدابات متتالية أو أكثر متسترين وراء نتائج الصناديق التي تتم فبركة نتائجها.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية، أن الفساد السياسي للنخب والهشاشة الاقتصادية للشرائح العريضة للمجتمع، من العوامل التي ساهمت على تأجيج الاحتجاجات الشعبية وتحريض الجيش على الانقلابات.

وأبرز المتحدث ذاته، أن موجة الانقلابات لن تتوقف عند الدول التي شهدت هذا الأمر، وأن هناك دولا أخرى ستلحق بالركب، مؤكدا أن الغابون، بلد يتوفر على النفط والغاز وعلى معادن نفيسة وعدد السكان لا يتجاوز ثلاثة ملايين نسمة، ولكن سوء التوزيع وسوء الحكامة جعل الثروة والسلطة تتركز بيد فئة قليلة، الأمر الذي ساهم في انفجار البركان داخل هذا البلاد.

وأوضح ذات المتحدث، أن هناك عوامل جيوسياسية خارجية ساعدت أيضا على الانقلابات، من بينها الصراع بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة إخرى، ومع الأسف كلا الطرفين لا تهمه مصلحة الشعوب الإفريقية أكثر مما تهمه السيطرة على الثروات الطبيعية والطاقية للقارة، ولذلك نلاحظ تدخل روسيا مثلا بعد كل انقلاب بشكل مباشر او غير مباشر عبر مرتزقة "فاغنر" في إفريقيا الوسطى ومالي وبوركينافاسو وغينيا.

وتوقع أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، عدم توقف موجة الانقلابات عند الدول السابقة، مبرزا أن الدول الافريقية وجب عليها استخلاص العبر، وتصحيح الأوضاع، وإجراء الإصلاحات الديمقراطية والاجتماعية الضرورية للمصالحة مع شعوبها.

وبخصوص التأثيرات المحتملة لهذا الانقلاب بالنسبة للمملكة، أبرز الخبير  في العلاقات الدولية، أن المغرب يتعامل مع الدولة وليس مع الاشخاص حتى وإن كانوا اصدقاء حميميين.

وتابع أحمد نور الدين، أن الاستثمارات المغربية محمية باتفاقيات وقوانين دولية، مشيرا إلى أن الجنرال الذي يقود الانقلاب هو خريج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، وهذا الأمر لن يشكل تهديدا للمصالح المغربية.

وشدد المتحدث ذاته، أن المغرب ممكن أت يلعب دورا في إيجاد مخرج مشرف للرئيس علي بونغو أوندينبا، ومنحه اللجوء او التقاعد المريح مع عائلته في المغرب.

آخر الأخبار