عندما ظنت سويسرا أن العدالة قد تقام لضحايا "رب الدزاير"

هشام رماح
هل ظن القضاء السويسري أن سدنة السوء التي تحكم الجزائر، قد يطرف لها جفن وتدفع نحو محاكمة كبير الـ"كابرانات" خالد نزّار، عما اقترفه في حق أبناء جلدته خلال عشرية سوداء صال وجال فيها حتى أطلق على نفسه اسم "رب الدزاير"، بعدما ساد وطغى وبغى؟
فعل أخطا القضاء السويسري الظن، لكنه اكتشف على حين غرة طبيعة حكام الجزائر المتتلمذين على يد كبيرهم الذي علمهم السحر خالد نزّار، 85 سنة، بعدما تولى "أحمد عطاف" الناطق باسم نظام الشر، الدفاع عن "الجزّار"، رغم ما يثار حوله من تهم مؤكدة تفيد أنه أسال دماء الجزائريين.
وإذ تلقى وزير الخارجية الجزائري مكالمة هاتفية من لدن "إينياسيو كاسيس" وزير الخارجية السويسري، الذي طمع في تحقيق العدالة، لم يجد من خديم الـ"كابرانات" غير عزة بالإثم، وقد راح يدافع عن "شيخ" الجنرال البئيس "السعيد الشنقريحة"، دون أن يبالي بالوزر الذي يحمله ومن معه عند شهادتهم بغير الحق في شأن مسار رجل بنى مجده على جثث الضعفاء.
ووفق بيان وزارة الخارجية الجزائرية، فإن أسياد "أحمد عطاف" انتصروا للجنرال الجزار، ولم يبالوا بآلاف الأرواح التي أزهقها، حتى يثبت حكم نظام مارق، وجعلوا ناطقهم يقول إن "بلاده ترى أنه من غير المقبول أن تعطي العدالة السويسرية لنفسها الحق في إصدار الأحكام حول الخيارات السياسية لدولة مستقلة وذات سيادة في مسائل الأمن الوطني".
وبدا جليا لسويسرا وقضائها، إلى أي مدى سوء نوعية الحكام الذين ناشدهم لإقامة العدل والاقتصاص لبني جلدتهم، من حرائر واحرار الجزائر الذين قتلوا غدرا خلال "العشرية السوداء"، بعدما غاب عن القضاء السويسري أن ما هو قائم الآن في الجزائر من باطل إنما بني على باطل وطد ركائزه "رب الدزاير" (والعياذ بالله تعالى).
وأفرد النظام العسكري المارق حماية مطلقة للجزائر خالد نزّار، وضرب صفحا عما اقترفه من آثام وشرور، إلى درجة تمادى فيها بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية، للعمل على تجميل وجهه البشع، وهو أمر ينم عن تمكن "رب الدزاير" من بذر بذوره التي أينعت وأعطت للجزائريين بئيسا يحكمهم بقبضة من حديد، فكان لنزار أن يهنأ بما قدمت يداه، ثم عند الله يختصم وضحاياه.