بين خونة الداخل وجريمة السعيدية.. يموت الجبناء مرارا ويموت الشجعان مرة واحدة

هشام رماح
"يموت الجبناء مرارا، ويموت الشجعان مرة"، هكذا خلد الإمبراطور الروماني "يوليوس قيصر"، واحدة من المقولات التي تنطبق على الجبناء الذين يعيشون بين ظهراني المغاربة من طينة المعطي منجب وعزيز غالي وحسن بناجح وهلم جرا من أرذل القوم، بعدما ضربوا حولهم طوقا من صمت وانكفؤوا عن الكلام إلا ما سقط منه بشأن حادث مقتل سائحين مغربيين من لدن أزلام العسكر الجزائري واعتقالهم ثالثا.
لقد صمت الجبناء من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، صمت النعاج، ولم يحرك في الملتحية وجوههم والعارية قلوبهم قول "الساكت عن الحق شيطان أخرس"، كما لم يتململ "الرفاق" قيد أنملة دفاعا عن الحق في الحياة الذي أجهز عليه عساكر مأمورين من النظام المارق في جارة السوء.
فهل من ماتا ليسا مغربيين تعني حياتهما هؤلاء المندسين وسطنا؟ أم أن في الإدلاء بما ينحاز إلى شجب الجريمة الشنعاء وما اقترفته أيادي الجبناء في جارة السوء، ما قد يضير من يأتمر بأوامرهم الجبناء القابعون ها هنا في الداخل يدوسون أرض المملكة الشريفة الطاهرة ويلتحفون سماءها الباسقة؟
ألم يتنفس هؤلاء الجبناء نفس الهواء الذي يملأ صدورنا؟ أو ليس فيهم نخوة أو عزة، تجعلهم يصدحون بالحق؟ هل بلغ كرههم للوطن حدا ومدى يجعلهم يضربون "الطم" ويصرفون النظر عن كل ما يضير المغاربة الذين يلوكون دفاعهم عنهم في صالوناتهم الوثيرة والمكيفة، حيث يلتئمون وهم يحتسون الشاي أو يقدحون الخمرة كل حسب مذهبه؟
انتظرنا، كثيرا أن تتفجر لدى هؤلاء الهائمون على وجوههم غيرتهم، وأن يبلسموا بعضا من الجراح التي أثخنت المغاربة، وهم يرون أخوَيهم "بلال قيسي" و"عبد العالي مشواري" يقتلان بدم بارد، وأخوهم "إسماعيل الصنابي" لا يزال معتقلا في بلاد الـ"هوك" التي يبسط عليها "الكراغلة" هيمنتهم.. لكن دون جدوى.
انتظرنا المعطي منجب وخديجة الرياضي وعزيز غالي وحسن بناجح وعمر إحرشان وووو.. الذين يصدعوننا دوما، لكنهم انتصروا لجبنهم، ولدنائتهم وخستهم، وقبل هذا لما نذروا أنفسهم عليه من الانزواء بعيدا عن كل ما يهم الوطن، والانقضاض عليه وعلى مؤسساته التي تصونه، متى ضغط ممولوهم على زر تشغيل أسطواناتهم المشروخة.
انتظرنا أن تكون من هؤلاء الفائدة، لكن لا فائدة منهم، إلا إثارة الفوضى في مغرب هم أبعد منهم رغم أنهم منه وفيه، انتظرنا أن يتحلوا بالشجاعة ولو مرة واحدة، لكنهم أخفقوا كعادتهم في كل المناسبات التي تهم هذا الوطن وتستدعي التحام بناته الحرائر وأبنائه الأحرار ممن ينعمون بحبه ويكتوون بناره ولا يبالون بغير عشقهم له وحقيقة انتمائهم إليه.
كعادتهم سد الجبناء أفواههم وأطبقوا شفاههم، ولم يحس منهم أحد حسا ولا رِكزا، وطفقوا يبحثون بين ثنايا جريمة الغدر المتبَّلة بالحقد على المغرب، عما قد يدين هذا الوطن قبل الأعداء، مثلهم مثل الغجر الذين يستطيبون العيش في الأرض ولا ينتمون إليها، ولا تتململ نفوسهم الخبيثة ولا تهفو إلا لمن يغرفون مثلهم من أيادي الضلال التي تنشد تمزيق المملكة الشريفة من الخارج.
لكل هذا موتوا أيها الجبناء بجبنكم.. ولتنعموا بخستكم وانفضاضكم من حول الوطن، ولترفلوا فيما يغدق عليكم به أعداء هذا الوطن.. لكن إلى حين فقط.