هل سيؤثر زلزال الحوز على السياحة بمراكش؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

12 سبتمبر 2023 - 06:00
الخط :

يتخوف العديد من التجار والحرفيين وبعض الفاعلين في المجال السياحي بمراكش من أن تتأثر السياحة بهذه المدينة، بعد الزلزال المدمر الذي حُدد مركزه بجماعة إغيل في إقليم الحوز بجهة مراكش.

ورغم أن الهزة العنيفة لم تؤثر كثيرا على البنيات التحتية بمدينة مراكش بقدر ما أضرت كثيرا بالقرى البعيد عن مركز المدينة في الجبال، حيث خلفت غالبية الضحايا هناك، إلا أن الفاعلين يتخوفون من أن تتضرر السياحة، لكون السياح يقصون بالدرجة الأولى المناطق الجبلية والقروى والتضاريس الأخرى البعيد عن مركز المدينة، وهي التي تأثرت الآن بالزلزال.

وتعد مراكش من أهم المدن المغربية من حيث شهرتها السياحية، حتى باتت تلقب بالعاصمة السياحية للمملكة المغربية، وهكذا يعرفها العرب ومختلف السياح بباقي دول العالم، كونها تحتوي على معالم تاريخية مهمة تعكس قوة الدول التي مرت بها خاصة المرابطين والموحدين، فضلا عن تضاريس تستهوي السياح بين جبال وشلالات وغيرها.

عزيز، فاعل جمعوي، قال "للجريدة24" جوابا على سؤال إمكانية تضرر السياحة بمراكش بسبب الزلزال الأخير، إنه "على المدى القصير سيخلق هذا الزلزال مشكلة اقتصادية واجتماعية، إذ من المتوقع أن يقل تدفق السياح على مدينة مراكش ونواحيها.

لكن الفاعل الجمعوي نفسه استدرك أنه على المدى الطويل ستعود الأمور إلى ما كانت عليه، وستعود الحركة السياحية إلى سابق عهدها.

ولفت إلى أن الذي سيطمئن السياح أكثر  هو أن هذا الزلزال بالرغم من أنه خلف خسائر بشرية بالمدينة العتيقة لمراكش بالخصوص، إلا أنه لم يطل الفنادق، إذ لم يتم تسجيل، لحد الآن، أي تشققات أو شقوط لأي فندق من فنادق مدينة مراكش.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن البنية التحتية السياحية بمدينة مراكش لم تتضرر، كما لا يوجد أي تقرير، لحد الآن، يثبت تضرر البنيات التحتية بهذه المدينة.

وأشار الفاعل الجمعوي نفسه إلى أنه يجب أن نضع في الاعتبار أن الهزة التي ضربت المنطقة كانت قوية جدا، ما يعني انه من الطبيعي أن تسقط البنيات وتخلف القتلى.

ولفت إلى أن المهم هو ان نحول هذه المشكلة التي ألمت بمراكش ونواحيها وساكنتها إلى نقطة قوة، ونستغل هذا الشيء السلبي بذكاء، حتى تصبح مراكش وجهة سياحية بامتياز أكثر مما هي عليه الآن.

من جانبها، اعتبرت الباحثة الجامعية في علوم الاعلام والتواصل، شهيدة لخواجة، التي تعتبر واحدة من أبناء وساكنة مدينة مراكش، أن السياحة بهذه الاخيرة ستتأثر كثيرا في أعقاب الزلزال الذي ضرب المدينة ومختلف المناطق المجاورة.

ولفتت لخواجة، في حديثها "للجريدة24"، إلى أن هذا الزلزال "ضرب الموسم السياحي في أوجه".
واستغربت المتحدثة للعديد من التصريحات التي أدلى بها خبراء وعلماء في مجال الجيولوجيا وعلم التكتونيات والزلازل والتي تشير إلى أنهم كانوا على علم بأن المنطقة مهددة بالزلازل في أي وقت، دون أن يعمد الفاعلون العموميون إلى اتخاذ الاحتياطات بشأن ذلك، ومنها البنيات التي سمح ببنائها بوسائل بدائية وهشة، التي ستهوي أرضا بمجرد هزة خفيفة.
وتساءلت لخواجة حول مدى وجود التكامل والتنسيق بين الحكومة ومؤسساتها وبين التجارب والأبحاث العلمية التي يتوصل إليها العلماء والخبراء عند الاقدام على توفير البنيات التحتية بالمدينة، الأمر الذي يتطلب ادماج نتائح البحث العلمي في جميع أطوار تجهيز المدينة على مختلف المستويات.

يذكر أن اقتصاد مدينة مراكش يتعند بشكل أساسي على النشاط السياحي والصناعة التقليدية، إضافة إلى أنها معروفة بسياحة المؤتمرات والتظاهرات الدولية، إذ يقصدها السياح من مختلف دول العالم.

وتستقطب مراكش ما يقارب نصف النشاط السياحي المحلي بفضل بنيتها السياحية، إذ تضم حوالي 70 ألف سرير في 250 فندقا مصنفا، وأكثر من 1300 دار ضيافة، حسب إحصائيات رسمية صدرت العام الماضي.

ووفق معطيات صادرة عن مرصد السياحة، بلغ عدد السياح الوافدين على مطار مراكش المنارة في شهر يونيو الماضي 265 ألف مسافر، مقابل 77 ألفا إلى مطار المسيرة بأكادير، التي تعدّ أيضا وجهة سياحية مفضلة للسياح بعد مراكش.

 

آخر الأخبار