عندما يعادي الزمن المغاربة بمثل العميل فؤاد عبد المومني

الكاتب : الجريدة24

17 سبتمبر 2023 - 10:15
الخط :

 

هشام رماح
من عاديات الزمن، أن يبتلى المغاربة بأشباه فؤاد عبد المومني، المفتري الأشِر الذي لا يلوي على شيء، قبل وبعد أن رُجَّت الأرض رجّا، غير شحذ السكاكين وتمكين خصوم الوطن منها حتى يغرزونها فيه.

وبدلا من أن ينقِّطنا بصمته، لم يجد فؤاد عبد المومني، عميل أعداء المغرب، مناصّا غير القفز على تدبير السلطات المغربية لفاجعة "زلزال الحوز"، الذي دمر الدور وكشف معادن الناس وفرق بين النفيس منها والصديء.

وإذ تنزف القلوب حزنا على الضحايا وتصفق الأيادي للجهود المبذولة لتجاوز تداعيات هذه القوة القاهرة، تمادى فؤاد عبد المومني، في كرهه لسواعد الوطن، وارتضى لنفسه أن ينبري ناقدا لكل ما هو جميل في وقت يستلزم رص الصفوف وتركيز الهم في رسم معالم ما بعد الفاجعة.

وفي مداخلة له على قناة "ريفيزيون" التي تجمع النطيحة والمتردية و"ما عاف الضبع" من "الحقوقيين"، تحرى فؤاد عبد المومني تسفيه احتواء السلطات المغربية للزلزال وقرارها السيادي عدم السماح بتسلل فرنسا وصنيعها نظام الكراغلة إلى قلب الوطن تحت يافطة "الدبلوماسية الإنسانية" التي تحتمل كل شيء إلا الإنسانية عند هؤلاء.

وبعدما استبد الغيظ بالكراغلة والفرنسيس الذين يتحكمون فيهم، قرر هذا المريض ببلده، أن ينفس عنهم ويهرطق بأسفه المؤاخذات ليتلقفها من يسخرونه لخدمة أجنداتهم من داخل المغرب، ويطمئنهم حول بقائه على عهد الخيانة وحفاظه على ميثاق الشر الذي وقعه لفائدتهم، لتتلقف خرق الجزائر أراجيفه ولتنشرها تعزية للـ"كابرانات"، الذين سعوا للاتجار بمأساة المغرب والركوب عليها لتجميل وجه بنظامهم البشع.

ولربما انتحل فؤاد عبد المومني، لنفسه كل الأعذار ليدلي بدلوه في أمر، استسهله لحد جعله يسرف في الحديث عنه وعن الطرائق التي يظنها كفيلة وقمينة بتخطي محنة "زلزال الحوز"، وهو أمر قد يحق له، لو أن قلبه رق فعلا للضحايا والحال أنه أبعد ما يكون عن ذلك، وإلا سكت وانتهى إلى الترحم على الشهداء منهم ورجاء الشفاء للمصابين، في قرارة نفسه.
ولأن في التفاصيل يكمن الشيطان، فإن فؤاد عبد المومني، شيطان الإنس الذي اجتمع فيه أرذل صفات بني جنسه، حاول تغطية الشمس بالغربال، وهو يفتي بأن صد الكراغلة والفرنسيس للمساعدة في عمليات الإغاثة قرار غير قويم، وهو أمر مخالف لما يراه مثلا "دومينيك دوفيلبان"، الوزير الأول الفرنسي، الذي ثمن هكذا قرار قال إنه "جدي وتقني".

وبصدر عار دافع "دومينيك دوفيلبان"، عن قرار المغرب مشيرا إلى أنه ينحاز إلى رسم خطة محكمة تضمن نجاعة عمليات الإنجاد وفعاليتها قبل كل شيء، وحسبه في ذلك أنه انتصر للحق بخلاف فؤاد عبد المومني الذي كشف عن سوء سريرته وبأنه مضاد لكل ما هو نابع عن السلطات المغربية.

أيضا، "دومينيك ستراوس كان"، الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، ساند موقف المغرب في الاكتفاء بمساعدات بريطانيا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة وقطر، وهو بالمناسبة قريب من ضحايا الزلزال حيث نزل بكامل مقدرات وطواقم جمعيته "Mékkil"، لمساعدة الضحايا، بخلاف عبد المومني الذي ظل مرابطا في محوره البعيد عن بؤرة الزلزال ثم لم يدخر للضحايا غير الهرطقات والتفوه بما يسيء لهم ولوطنهم في هكذا فترة عصيبة.

وليس فؤاد عبد المومني، إلا واحد من شرذمة من الإمعات الذين لا يرتضون لأنفسهم سوى التنطع ومحاولة تفتيت عضد المغاربة في كل محنة نجواهم في ذلك ألا تغدو منحة تزيد من وحدتهم وتقوي من لُحمتهم، وبشكل يزيد من آلام أعداء الوطن الذين يسخرونه وأمثاله لعلهم يترجمون أمانيهم على أرض الواقع.

آخر الأخبار