المهندس ورئيس جهة الرباط السابق يكشف ما يجب عمله بمنطقة الزلزال

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

17 سبتمبر 2023 - 12:00
الخط :

كشف المهندس ورئيس جهة الرباط سلا القنيطرة، السابق، عبد الصمد سكال، عن أولى الخطوات المطلوبة في عملية إعادة تعمير المناطق المتضررة من الزلزال.

وقال سكال، في تدوينة مطولة على حسابه، أن أولى خطوات إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال هي "تحيين الخرائط الزلزالية وتحديد المناطق شديدة الخطر التي يمنع إعادة البناء بها".

وشدد المصدر نفسه على أن المطلوب أيضا "تحيين معايير وشروط البناء بالطين المقاوم للزلازل الواردة في النظام RPCTerre 2011 الصادر بشأنه المرسوم رقم 666-12-2 بتاريخ 28 ماي 2013 عند الاقتضاء".

ودعا سكال إلى ضرورة "ملائمة التصاميم العمرانية للقرى والدواوير التي ستتم إعادة بنائها مع شروط السلامة الضرورية".

وقال سكال إن "تشخيص الخبراء للتاريخ الجيولوجي للمنطقة كشف أنها عرفت تعاقب العديد من الأحداث والظواهر الرسوبية والبنيوية. إذ تتميز هذه المنطقة بتضاريس وعرة تلتقي فيها القمم الشاهقة التي يتعدى ارتفاعها 2500م والأودية السحيقة. كما تتشكل بنيويا من ثلاث أصناف من الصدوع: صدوع الدرجة الأولى وهي صدوع محاذية شمال أطلسية وجنوب أطلسية والتي تحد سلسلة جبال الأطلس، فيما صدوع الدرجة الثانية وهي بوجهة NE-SW كصدع تيزي نتاست وصدع إردوز، وصدوع الدرجة الثالثة بوجهتين E-W و WNW-ESE كصدع أغبار وصدع أوكدامت".
وأوضح المصدر أنه "في الزلزال الأخير في سياق من الضغط شمال-جنوب والناتج عن تقارب الصفيحتين الأفريقية والأوراسية، واستنادا لما نشرته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الصدوع من الدرجة الأولى قد تكون عرفت نشاطا مكثفا وبشكل عكسي، بينما تحركت صدوع الدرجة الثانية على شكل فوالق ذات اتجاه ميسري وصدوع الدرجة الثالثة على شكل تراكب".

وتابع أنه وبالنظر لمعطيات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، سواء تلك المرتبطة ببؤرة الزلزال الرئيسي أو الهزات الارتدادية، يتبين أن صدوع الدرجة الثالثة قد تكون المسبب الرئيسي لهذا النشاط الزلزالي.

وأضاف أن الامتداد الهام لهذه الصدوع ودرجة ميلانها الضعيفة هو الذي فسر حجم القوة التي عرفها هذا الزلزال، لافتا غلى أنه من غير المستبعد أن تكون صدوع الدرجتين الأولى والثانية قد عرفتا أيضا نشاطا موازيا لكن بدرجة أقل.
وأشار إلى أن وجود طبقة سميكة من الصخور تعود إلى العصر الكمبري الأوسط والمعروفة تحت إسم " schistes à Paradoxides " قد تكون لعبت دورا مهما في التخفيف من قوة هذه الزلزال.
وأوضح أنه صدر عن اللجنة العلمية التي اجتمعت هذا الاسبوع بمقر مديرية الجيولوجيا بصفتها المصلحة الوطنية للجيولوجيا برئاسة مدير الجيولوجيا المهندس أحمد ابن الخديم، وبمشاركة كل من الأساتذة البروفسور عمر الإبراهيمي، من المعهد العلمي، جامعة محمد الخامس الرباط أكدال والبروفسور عبد الإله فكاك، كلية العلوم، جامعة شعيب الدكالي، الجديدة، فضلا عن البروفسور خالد أمروش، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بنجرير، (صدر عنها) العديد من التوصيات.
أبرز هذه التوصيات تتمثل في مراجعة خريطة توزيع المناطق الزلزالية الخاصة بالقانون المتعلق بالبناء المضاد للزلازل، وإعداد خرائط دقيقة للمناطق التي تعرضت لتشوهات على السطح، وتعميق البحث عن آثار واضحة لمختلف الصدوع من طرف خبراء جيولوجيين عبر الصور الجوية، وتحديد نوعية التحركات التي شهدتها أصناف الصدوع الثلاثة المشار إليها سالفا عبر القياسات البنيوية.
كما أوصت اللجنة العلمية بإدراح المعطيات الجيوعلمية المتوفرة عند عمليات اتخاذ القرار خلال مختلف مراحل إعادة البناء بالمناطق المتضررة، كما أوصت اللجنة بالأخذ بعين الاعتبار هذه المعطيات أثناء اختيار مواقع محطات قياس الزلازل التي سيقوم بها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.

 

آخر الأخبار