زلزال الحوز.. بين حنكة بايدن وتفاهة "الفتى الطائش" ماكرون

هشام رماح
في الشدائد مثل "زلزال الحوز" تظهر معادن الرجال، كما ظهر البون الشاسع بين "جو بايدن" رئيس أمريكي يحترم بلاده ويقدر عاليا الصداقة مع المملكة الشريفة، وبين "إيمانويل ماكرون"، رئيس فرنسي "خفيف" يعتنق فكرا إمبرياليا بائدا، ولا يستهدف إلا استغلال كل الفرص وأنصافها في محاولة منه ذر الرماد في العيون ووضع المساحيق على وجهه البشع وعلى وجه الدولة العميقة التي تحركه هناك في الخفاء.
وفيما هاتف "جو بايدن"، الرئيس الأمريكي الملك محمد السادس، لتعزيته بشأن ضحايا "زلزال الحوز" المدمر، وأبدى استعدا بلاده لتقديم المساعدة والدعم الضروريين للمملكة"، فإنه حرص على التأكيد بأن عرضه لا يمكن إلا أن ينسجم مع "الاحتياجاتال محددة من طرف السلطات المغربية، كما هي مدرجة في إطار مخطط العمل متعدد الجوانب الذي اعتمدته المملكة لمواجهة هذه المأساة".
إنها حنكة رجل يحترم القيم الإنسانية والعلاقات الدولية ضمن مقارباتها الجديدة، التي تقوم على احترام السيادة الوطنية للبلدان، بخلف المنطق الأعوج الذي لا يزال يتبناه رئيس فرنسي، أماط اللثام عن سفاهته وتفاهته وهو يحاول أن يفرض وصايته على مملكة شريفة، صفقت الباب في وجهه وجعلته هائما على وجهه لا يلوي على شيء إلى أن اقترف أخطاء فادحة.
وإذ حاول "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، فرض نفسه وبلاده على المغرب، من أجل المشاركة في عمليات الإغاثة، فإنه وبعدما باءت محاولاته بالفشل، تخطى كل الخطوط الحمراء حينما خاطب الشعب المغربي مباشرة، طمعا في السماح له بالدخول للمساعدة في المغرب والتقاط صور له مثلما حدث في لبنان وبقاع أخرى، وليحيط علما الجميع بفظاعة معتقد الوصاية الذي يؤمن به الفتى الطائش الذي يسكن قصر الـ"إيليزي".
وفي تعاطي ساكن البيت الأبيض ورئيس أقوى دولة في العالم مع المملكة الشريفة في مصابها، ما يحيل المغاربة على أن العالم أجمل وأرحب، بعيدا عن فرنسا المقيتة التي لا تستجدي غير الحلول من جديد بين ظهراني الشعوب الإفريقية مثل ذئب يرتدي لبوس الحمل، وما يوحي قبل كل هذا بأن الملك محمد السادس، قائد المغاربة عرف جيدا كيف يضع صعاليك فرنسا عند حدهم إلى أن جن جنونهم.
ولقد تحرى "جو بايدن" الرئيس الأمريكي لباقة دبلوماسية تليق بمقامه وبلاده في المنتظم الدولي، وتليق بمقام ملك مملكة ذات تاريخ تليد، حينما احترم قرار، عدم التهافت على طلب المساعدة من الخارج، حيث يتعين الأصدقاء والأعداء معا على اختلاف نوايا كل طرف على حدة، فبين باحث عن المساعدة لأجل المساعدة فقط، هناك مثل فرنسا سعاة البحث عن منافذ جديدة للدخول إلى قلب المغرب.
ولقد أبان "جو بايدن" الرئيس الأمريكي عن علو كعبه وأنه أهل لأن يمسك بزمام الأمور في أقوى بلد في العالم، وهو المتاحة أمامه كل السبل ليكون متسلطا سليطا لو شاء، لكن ذاك حال العظماء على نقيض الضعفاء مثل "الفتى الطائش" الذي وجد نفسه مدحورا، وأودى ببلاده إلى الهاوية وجعلها تمنى بالطرد مرارا وتكرارا من إفريقيا التي سخرت لها كل مقدراتها حتى يسمع صوت فرنسا.. لكن كل ذلك قد ولى.