عندما فضح المغرب بكائيات الجزائر في الأمم المتحدة

هشام رماح

دائما، تجد الآلة الدعائية الجزائرية في الأمم المتحدة، عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية في الموعد، وفي كل مرة ينبري لها بالمرصاد، ويجعل ممثل العسكر منزويا صاغرا، وهو يفرد أمام ممثلي المنتظم الدولي تناقضات نظام يذرف دموع التماسيح ويطمر رأسه في الرمال مثل النعامة.

وكما استغل عبد المجيد تبون، الرئيس الصوري فاجعة المغرب بزلزال الحوز، ليحاول النيل منه، من على منبر الجمعية العامة بالهيئة الأممية، فإن عمر هلال، خلع عن النظام العسكري عباءة الحمل التي ارتداها نظام يتربص بالمملكة مثل ذئب لقيط.

وفي صد ورد على هرطقات رئيس اعتلى المنصة في الأمم المتحدة لتوجيه سهامه المسمومة نحو المملكة الشريفة، قال عمر هلال، أمس الثلاثاء خلال اجتماع للجمعية العامة، إن الجزائر تنعم في الجهالة بذاكرتها الضعيفة التي تثبت أنها لا تقيم وزنا لضحايا الزلزال ولا تكرم ذكراهم والشعب المغربي، وأنها وفي تسويقها لمبادرتها من أجل تقديم المساعدة، تتجاهل بشكل صارخ حقيقة أنها تحتضن وتأوي وتسلح جماعة إرهابية مسلحة من أجل تقسيم الشعب المغربي منذ 50 سنة.

وإذ أكد الممثل الدائم للمملكة المغربية بالأمم المتحدة، أن الجزائر إنما تذرف دموع التماسيح، فإنه كشف بأن ممثل الجزائر يحاول تزوير التاريخ وبحديثه عن الاستفتاء يتحرى إبطال جميع الجهود التي بذلها مجلس الأمن منذ سنوات، موازاة مع عدم ورود كلمة الاستفتاء في قرارات مجلس الأمن منذ 23 سنة.

وواجه عمر هلال، ممثل الجزائر، بسؤال استنكاري يعكس رسالة واضحة دون لف أو دوران، بالقول إن كانت الجزائر متعلقة كثيرا بمبدأ تقرير المصير فلماذا لا تطبقه عندها على شعب القبايل الذي كان موجودا هناك قبل وجود دولة الجزائر؟ على أن منطقة القبايل تعد أقدم مستعمرة في القارة الإفريقية، كما يعلم الجميع.

ولكشف معالم الحقد الذي يكنه نظام "الكابرانات" للمغرب الذي يسعون لتمزيقه، لفت عمر هلال الانتباه، إلى أن كل من في القاعة يتساءل لماذا الجزائر هي الوحيدة التي تتدخل في قضية الصحراء المغربية، وهو أمر ينم على أنها الطرف المباشر والمتسبب في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وزاد الممثل الدائم للمملكة موضحا أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في العالم التي راسلت الأمين العام للأمم المتحدة تندد بقرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، مشيرا إلى أنه لا توجد دولة تحتج على قرار مجلس الأمن اذا لم يكن هذا القرار يعنيها مباشرة.

وخلص عمر هلال إلى أن ممثل الجزائر يحاول الكذب وتغليط الرأي العام الدولي بخصوص قرارات مجلس الأمن، وبأن بلاده تفتقر إلى الشجاعة الكافية لتحمل مسؤولية محاولتها ترجمة أجندتها الهدامة للاستقرار في المنطقة، وهي تغدق الملايير على جماعة انفصالية، بينما يرعى "الكابرانات" طوابير الزيت والدقيق، ويذكون الجوع بين العباد في مختلف بقاع البلاد.

وختم الممثل الدائم للمغرب، مداخلته بالاستئناس بتقرير أممي صدر مؤخرا، كشف أن الجزائريين في اضطهاد وقمع للحريات وتقييد للحركة واعتقالات عشوائية، وإن كان الأمر كذلك فلم لا يدع "الكابرانات" الشعب الجزائري يستمتع بتقرير مصيره قبل أن يطالبوا به للشعوب الأخرى.