"المنافسة" يدعو لإحكام الدولة السيطرة على انتاج الكتب المدرسية

بعد الانتقادات التي طالت المؤسسات التعليمية والمتدخلين في قطاع التربية والتعليم بالمغرب، بسبب الكتب المدرسية وأسعارها ومضامينها، دعا مجلس المنافسة لتأميم الكتب المدرسية.
وشدد مجلس المنافسة، في رأي جديد أصدره حول سوق الكتب المدرسية، على ضرورة جعـل إنتـاج الكتـب المدرسـية الموجهـة للسلكين الابتدائي والثانوي مـن اختصـاص الدولـة.
وأوضح الرأي أن مطلب جعل انتاج الكتب من اختصاص الدولة جاء لكونه عمـلا يؤسـس للسـيادة الوطنيـة، بحيـث يتعـين علـى الدولـة أن تسـتمر في الاحتفـاظ باختصاص إعدادهـا، وحقـوق المؤلـف المرتبطـة بهـا، وأن تسـتهدف خلـق صـرح يخـدم وحـدة الأمـة وهويتهـا وقيمهـا.
ولفت المجلس إلى ضرورة تحميل الأساتذة مسؤولية اختيار كتـب مدرسية أخرى مــن غيــر الكتب "الرسمية" المعتمدة، وذلك عــن طريق مجالس تعليم يعاد تشكيلها، باعتبار أن الأساتذة هم الأكثــر تؤهــلا لتحديد حاجيات تلاميذهم من الكتب الموازيــة وكتب التعليم الخصوصــي وكتب الانفتاح الأخرى، وذلك في أعقاب الانتقادات التي طالت مضامين بعض الكتب المدرسية.
وأكد رأي مجلس المنافسة على ضـرورة جعــل البرامــج الدراسية المنبثقة متاحة للعموم سنة واحدة على الأقل قبل دخولها حيز التنفيذ، بهدف تمكين الناشرين من التنافس بينهم وتقــديم أفضل العروض لإنتــاج الأدوات التي تستجيب للبرامج المذكورة على النحو الأنسب، لافتا إلى ضرورة تـرك حريـة اختيـار الكتـب “المكيفـة أو الموازيـة” فـي النهايـة للأساتذة.
ونبه المجلس ضمن نفس الرأي، إلى الحاجة نحو إجـراء مراجعـة جذريـة للنمـوذج الاقتصـادي الـذي يقـوم عليـه سـوق الكتـاب المدرسـي مـن خـلال إدماجـه كعنصـر محـوري في السياسات العموميـة لإصـلاح التعليـم، وذلك "اسـتنادا لمنطـق اقتصـادي يحفـز الإبـداع والابتـكار، مـع مراعـاة الخصوصيـات الثقافيـة والمجتمعيـة للبـلاد"، وضــرورة إجــراء مراجعــة معمقــة للأدوار والمهــام المنوطــة بالــوزارة المكلفــة بالتربيــة الوطنيــة ذات الصلــة بالكتـاب المدرسـي.