بين شعارات الـ"كابرانات" وانتظار غزة لـ"ذخائر" العسكر لنصرتها ظالمة أو مظلومة

هشام رماح
أصابت التخمة سكان غزة في فلسطين جراء شعارات "القوة الضارطة" التي لطالما لعبت ورقة "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، لينجلي كذب الـ"كابرانات" وأبواقهم حينما جد وقت الجد، فلم يسمع لشوارع الجزائر همس أو يحس لهم رِكز، واكتفى الجميع بمساعدة الفلسطينيين من وراء شاشات الحواسيب.
ولطالما تاجر النظام العسكري الجزائري بالقضية الفلسطينية، مثل النافخ في النار، لكن متى توفرت الحاجة للدعم الملموس، ينكفيء رموزه والخرق البالية التي تدافع عنه إلى الوراء تاركين الفلسطينيين وحدهم يواجهون مصائرهم، وقائلين لهم اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا.
وإذ منع النظام العسكري الجزائري كل مظاهر الدعم الشعبي لفلسطين، حيث خنق شوارع مدن الجارة الشرقية، مانعين خروج الفلول إليها، لمعرفتهم الأكيدة أن الأمر سينقلب عليهم، وتتحول المسيرات أو الوقفات المساندة لفلسطين إلى الدعوة من جديد لتنحي الـ"كابرانات" تحت شعار "يتنحاو كاع" الذي أقبر بسبب "كوفيد-19".
وبينما لعب النظام العسكري لعبة ممانعة التطبيع مع إسرائيل، وزادت عليه بشعاراتها الجوفاء كونها تقف إلى جنب الفلسطينيين في صراعهم الوجودي، فإن المطبعين بادروا للبحث عن حل في خضم ما يقع حاليا، بينما الجزائر ألجمت لسانها، وأحجمت عن مساعدة من تتاجر بقضيتهم اللهم من شعارات خاوية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تأوي حماية من الأقصاف.
وشهدت "الجزائر تايمز" على النظام العسكري القائم في الجارة الشرقية، بعدما دبجت مقالا بعنوان جاء كالتالي "نواب الجزائر يقترحون تجريم التطبيع وحماس تتساءل متى ستصل الذخائر من بلاد الشهداء"، وهي تعني صراحة جبن الـ"كابرانات" عن الخروج من قوقعتهم، والاكتفاء ببذل الكلام فقط دون تحري ما قد يضعهم ويعلنهم في مواجهة إسرائيل.
فلماذا صمت الـ"كابرانات"؟ أليس هذا الوقت المناسب ليبادروا لنصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة، أم أن حسبهم في ذلك ترديد الكلام مثل الببغاوات فقط، ودبغ الأوراق بالشعارات الرنانة وملأ شبكات التواصل الاجتماعي بالزعيق والنهيق، ونزيف العنتريات الذي لا ينتهي.
فعلا نظام الـ"كابرانات" لن يستطيع شيئا سوى الكلام، وهو أمر تبدى في هذا الامتحان، فلا هم عمروا فلسطين حينما طالها دمار والخراب سابقا ولا هم قادرون على وقف ما يقع فيها حاليا، وليس لهم إلا قمع الداخل كعادتهم وهم يخافون أن تحترق أصابعهم متى سمحوا بمظاهرات تساند الفلسطينيين تنذر بالتحول نحو المطالبة بخلع الـ"كابرانات" الذين لم يخوضوا حربا يوما.