لماذا صمت الجميع عن تحول الرئيس الفرنسي لسمسار ينتهك حرمات الأفراد؟

الكاتب : الجريدة24

16 أكتوبر 2023 - 12:00
الخط :

هشام رماح

حزمة من الأسئلة تتبادر إلى الأذهان، متى تمت المقارنة بين الحملة الشعواء والممنهجة التي أثيرت، كذبا، حول تملك المغرب لبرمجية "بيغاسوس"، رغم نفيه الصريح لذلك، وبين الصمت المطبق الذي يلف حاليا فضيحة تحول ارتداء "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي للبوس سمسار شركة NEXA الفرنسية لبيع برمجية "بريداتور" لحكومات تصنفها الحكومة الفرنسية على أنها ديكتاتورية.

أليس في الاختلاف الحاصل بعد المقارنة ما يريب؟ بلى.

وبالعودة إلى الهجومات المغرضة التي تعرض لها المغرب، سعيا لتشويه سمعته والنيل من صورته، ينكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن فرنسا الماكرونية التي أطلقت إعلامها عليه فضلا عن "ائتلاف قصص محرمة" (ِConsortium Forbidden Stories) إنما كانت تتحسس من دنو افتضاح أمرها، وأنها بادرت للهجوم كوسيلة رأت أنها تستطيع بها الهروب نحو الأمام، من فضيحة ظل الرئيس الفرنسي ومن معه من المتورطين يتحسسون رؤوسهم قبل أن يعلم الجميع بها.

وحسب تفاصيل ما ظهر في الفضية التي أصبحت تسمى بـ"ملفات بريداتور" (Predator Files) فإن "إيمانويل ماكرون" تحلل من رداء الرئيس ساكن الـ"إيليزي"،وقد ارتضى لنفسه أن يصبح سمسارا لشركة "NEXA" الفرنسية التي تسوق برمجية "بريداتور" التي صممتها شركة "Intellexa" الإسرائيلية، ليكون بذلك خرق كل القواعد البروتوكولية، ويتحرر بشكل سافر من كل ادعاء أنه وصي وحكومته على حقوق الإنسان وحرية التعبير وصون حرمات الأشخاص، ما دام ذاك بمقابل.

وما يثير الريبة أيضا، هو جدار الصمت الذي بنته وسائل الإعلام الفرنسية واحتمت وراءه لمداراة سوءتها، حينما تعلق الأمر بفضيحة غرق فيها الرئيس "إيمانويل ماكرون" وحواريوه حتى الأذنين، رغم أنها استلت كل الخناجر لتحاول النيل من المغرب الذي اختار الوضوح والتواصل ودحض الأكاذيب بالحجج والبراهين عندما اتهم جورا وزورا في شأن قضية "بيغاسوس".

وإلى جانب الشك والريبة، فإن اليقين يبزغ كون الدولة العميقة في فرنسا، وعلى خلفية ما يتقاسمه الجميع حاليا، لا تهمها الشعارات الرنانة التي تردد في كل مناسبة ودونها في شيء، بل هي متوغلة ومتورطة إلى أبعد الحدود في استهداف الحيوات الشخصية للأفراد، وإن ما تؤتيه من ردود أفعال ضد دول مثل المغرب ليست غير محاولات صارخة للابتزاز، سرعان ما انكشفت أمام العالمين.

وإذ المناسبة شرط، فإن أبناء الـ"ماما فرنسا" بدورهم أطبقوا أفواههم وتواروا إلى الوراء، بعدما تجلت خستهم وسوءاتهم أمام الناظرين، وقرروا التزام السكون وهم الذين كانوا يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ضد المغرب الذي اتهم باطلا، إلى أن ظهر الحق الذي لازمه دوما وزهق باطل فرنسا الذي ترمي به الآخرين، وهي "المبدعة" "المتفننة" في انتهاك الخصوصيات والتضييق على الحريات نظير المال الذي يعمي الأبصار والقلوب.

آخر الأخبار