بعد أولى قطرات المطر... ضحايا الزلزال يعانون داخل خيام غمرتها المياه والأوحال

أمينة المستاري

"يالله الليلة الأولى جات الشتا تكرفسنا." بهذه الاستغاثة ارتفعت أصوات ساكنة مجموعة من المناطق المتضررة وضحايا منكوبي الزلزال. فبعد الهزة، يأتي دور الأمطار لتزداد معاناتهم، وتطول مدة تشريدهم في الجبال والعراء.

بمجموعة من المناطق بالحوز وأمزميز وإقليم تارودانت، كجماعة إداوكيلال، تالكجونت، تارودانت المدينة...استفاقت العشرات من الأسر داخل خيامهم ليفاجؤوا بالمياه وقد غمرت خيامهم وأفرشتهم، وتمزقت مجموعة منها ليهرع الرجال إلى تعويضها ببعض الأغطية، فيما تلفت مجموعة من الأفرشة "الحصير"، وهرعت النساء إلى إخراج الوحل من داخل الخيام...

"نعسنا حتى هزنا الماء حنا وولادنا...وعاش الملك" أصوات أطلقها سكان تلك المناطق على مواقع التواصل الاجتماعي، التمسوا من خلالها الإسراع في مدهم بالخيام المقاومة للأمطار، خاصة وأن تلك المناطق تعرف موجة برد، هي أولى إرهاصات فصل الشتاء، والتمست النساء التدخل لمدهن بالأغطية وتوفير مرافق كالمراحيض خاصة وأنهن يضطرن لقضاء حاجاتهن داخل الخيام وأمام أطفالهن، كما استغربت بعضهن غياب المسؤولين الجماعيين وتجاهل الأسر التي تعيش وضعا مأساويا ومهينا داخل الخيام.

الأطفال ليسوا أفضل حالا من أمهاتهم، فقد وجدوا أنفسهم في مسبح من المياه داخل كل خيمة، ورائحة "الغمال" منتشرة فيها، بسبب البرد والأمطار التي تعرفها المنطقة.

مناطق عديدة انطلقت منها الاستغاثة للتعجيل بتغيير الخيام، وتوفير بعض المساعدات للساكنة، خاصة وأن الرياح والأمطار صعبت من حياة الأسر، كما في أمزميز، التي التمس السكان الإسراع في توفير الضروريات من خيام وغيرها، خاصة وأن فصل الشتاء في بدايته، في ظل معاناة الأطفال الصغار، وطالبت الساكنة بأمزميز بإصلاح السكن وبناء المنازل حتى يتمكن الناس من العودة إلى منازلهم والاحتماء بين جدرانها.

من جهة أخرى، قامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتنسيق مع السلطات المحلية بقيادة تمالوكت والمجلس الجماعي إمولاس، أول أمس السبت، بتركيب مجموعة من الخيام بالمناطق التابعة لجماعة مقاومة للبرد في إطار التعبئة المتواصلة من أجل دعم الأسر المتضررة من زلزال 8 شتنبر، لكون جميع المساكن الجبلية أصبحت غير صالحة للسكن بسبب التصدعات والتشققات .

وبجماعات سيدي عبد الله أوسعيد، أوناين، أهل تفنوت، توبقال، إكيدي، إمولاس، أسكوان، تايولات، تيزي نتاست، سيدي واعزيز، وإميل مايس.بحماعة إميلمايس استفادت الساكنة من نصب  2816  خيمة مقاومة للأمطار، بعد أن عبأت المؤسسة فرقها لتقديم الدعم للساكنة، وتم توزيع مواد غذائية على 2624 أسرة، في انتظار أن تشمل العملية باقي الجهات المتضررة من سوء الأحوال الجوية.

وفي انتظار استفادة باقي المناطق المتضررة هذه المرة بسبب الأمطار والرياح القوية، تترقب الأسر تدخلات الجهات المعنية لإمدادها بالخيام في انتظار إعادة إيوائها وعودتها لمنازل يحتمون بها.