"بوليساريو" تصاب بالسعار بعد التجاهل الإسباني المؤلم

هشام رماح

تلاشت أماني قيادات "بوليساريو"، في أن يجدوا من يذكرهم ولو من بعيد خلال الاتفاق المبرم بين حزب الحزب الاشتراكي الذي يقوده "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة المرتقب والائتلاف اليساري "سومار" الذي أسسته "يولاندا دياز"، التي راهن عليها الانفصاليون من أجل التأثير على الموقف الجديد والرسمي لإسبانيا تجاه القضية الأولى للمغاربة.

وفيما انبثق اتفاق بتشكيل حكومة ائتلافية يسارية في إسبانيا، بعد إسناد الملك "فيليبي السادس" مهمة تشكيلها لـ"بيدرو سانشيز"، فإن "بوليساريو" لم تحضر ضمن وارد ما اتفق عليه الطرفان الممثلان في الحزب الاشتراكي وتجمع "سومار"، بخلاف ما أملته قيادة الجبهة الانفصالية، حول اشتراط الأخير مراجعة "بيدرو سانشيز" لموقفه الداعم لمخطط الحكم الذاتي الذي سبق وتقدم به المغرب في 2007 من أجل حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وشلت قيادة "بوليساريو" مما تسرب عن الاتفاق المبرم، أمس الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، بين الطرفين، لتدبج بلاغا، في أعقاب الاتفاق، تبدي من خلالها حسرتها على ما بلغها، خاصة وأن الاتفاق تناول عدة قضايا منها القضية الفلسطينية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تم التسطير على دعم الحكومة الإسبانية المرتقبة لأوكرانيا في مواجهة الدب الروسي، ولتتهدم آخر قلاع الداعمين للجبهة على رؤوس الانفصاليين بهكذا اتفاق.

وجاء في بلاغ "بوليساريو" المشبع بالتباكي، أن ائتلاف "سومار" "فوت عليه فرصة تاريخية لإبداء دعمه للجبهة الانفصالية، وهو الأمر الذي تجسد عبر اتفاق تجاهل بشكل تام أي إشارة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في الوقت الذي كان الانفصاليون يراهنون على اشتراط "سومار" تراجع "بيدرو سانشيز" عن الموقف الذي أعلن عنه في مارس 2022، للتحالف معه وتشكيل حكومة ائتلافية يسارية.

وكان أعضاء محسوبون على ائتلاف "سومار"، تتقدمهم "يولاندا دياز" ونائبتها "تيش سيدي" سوقوا لدعمهم "بوليساريو"، خلال مواجهتهم لـ"بيدرو سانشيز" والحزب الاشتراكي، خلال الاستحقاقات التشريعية التي شهدتها إسبانيا شهر يوليوز 2023، غير أن الصدمة ألجمت الانفصاليين وقد بدا لهم أنهم خارج حسابات "سومار" وبأن الشعارات الداعمة لهم سرعان ما تلاشت.